اليوم الدولي لمحو الأمية…….

 

من كان يتصور أن يحل اليوم الدولي لمحو الأمية في العقد الثاني من الألفية الثالثة، والعالم ينظر إلى الأمية الأبجدية بعين ملؤها التخوف والتوجس والتشكك؟ ومن كان يتوقع أن يحتفي العالم بهذا اليوم في 2020 وهو يقدم رجلاً ويؤخر أخرى خجلاً أو خوفاً مما سيصل إلى مسامعه من نسب مئوية تشير إلى أن ما بدا أنه حلم قريب المنال قبل أشهر، أصبح كابوساً يحلق في سماء دول عدة من دول الكوكب؟

الكوكب الذي يحيي أو يحتفي أو يؤبن “اليوم الدولي لمحو الأمية يوم 8 سبتمبر (أيلول) من كل عام، لا يسعه سوى إحياء المناسبة اليوم وهو يضع كلمة “كوفيد -19” جنباً إلى جنب مع عنوان الاحتفال.

وبدلاً من إحياء هذا اليوم بتنويه إلى أن الأمية الجديدة هي الأمية الرقمية أو المعلوماتية أو التقنية، أو التركيز على الهدف رقم أربعة من أهداف التنمية المستدامة، حيث التركيز على الجودة والنظر إلى الإنصاف والالتفات إلى الشمول في التعليم، على أن يكون فرصة يتم تعزيزها مدى الحياة للجميع، يحبس العالم أنفاسه اليوم، ويعتبرها فرصة للتأمل والتفكر، إذ كيف يمكن تقليل خسائر الوباء التي ألقت بظلالها على تفاصيل الحياة الكبيرة والصغيرة والتعليم وفرصه وجودته وعدالته على رأسها؟ وكيف يمكن استخدام طرق التدريس المبتكرة والفعالة ضمن برامج محو الأمية للشباب والبالغين لمواجهة الوباء وما بعده؟

ما بعد الوباء وأثنائه

إذا كان “ما بعد الوباء” مازال في علم الغيب، والتوقعات تشير إلى بقائه معنا لحين إشعار آخر، فإن “أثناء الوباء” يشير إلى أن اليوم الدولي لمحو الأمية هذا العام يرفع شعار “محو الأمية تعليماً وتعلماً في أثناء كوفيد-19 وما بعدها”. هذا ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) اليوم لهذه المناسبة التي يتم الاحتفاء بها منذ عام 1967.

احتفاءات الكوكب بهذا اليوم لم تخرج مرة عن إطار التذكير بأهمية محو الأمية، باعتبارها وسيلة لضمان كرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، أو لتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود من أجل الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات الكتابة والقراءة. وفي السنوات القليلة الماضية، تلون اليوم الدولي لمحو الأمية كذلك بألوان تتعلق بسوق العمل ومهاراتها المطلوبة، وهو ما يمكن اعتباره قفزة إيجابية للارتقاء من محاربة عدم التسلح بالقراءة والكتابة، إلى مواجهة عدم التسلح بالمهارات المطلوبة لسوق العمل.

 

مفهوم الأمية التقليدي

لكن ظروف الوباء وما فرضه من قيود وألقاه من ظلال وخيمة، أعاد مفهوم الأمية بمعناها التقليدي إلى الواجهة هذا العام. عربياً، شبح الأمية في يومها الدولي أكثر وطأة وأثقل أثراً، فالدول التي كانت تعاني في زمن ما قبل كورونا من ضعف أنظمة التعليم، تتجرع قدراً أكبر من صعوبات الإبقاء على الطلاب في مدارسهم أو على الأقل في مقاعد الحاصلين على شكل من أشكال التعليم. والدول التي كانت تعاني صراعات مسلحة وتتعرض شعوبها لموجات تهجير ونزوح داخلي وخارجي تجد نفسها قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى مربع الصفر في محاربة الأمية.

الشباب العرب

“معدل الأمية صفر”، عبارة لن تعرف طريقها إلى احتفالات هذا العام عربياً. لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) أصدرت دراسة قبل أسابيع عن أثر الوباء على الشباب، ووجدت أن الوباء يضرب بشدة فئة الشباب العربي التي هي الأكبر عدداً والأعلى من حيث المعاناة من البطالة، بعد ما وصلت نسبتها نحو 23 في المئة بسبب الوباء. ووجدت الدراسة أن ما يقرب من 100 مليون طالب عربي حالياً أصبحوا خارج المدرسة. وهنا يتم طرح تساؤلات عدة حول توافر وجودة شبكة الإنترنت التي لا تتوفر خدماتها لما يزيد على 52 في المئة من الأسر العربية خارج دول مجلس التعاون الخليجي، ما يهدد بتفاقم مشكلة الأمية وتسرب الصغار من المدارس، سواء المدرسة في شكلها التقليدي أو الجديد القائم على مواقع الإنترنت وتطبيقاته.

المسنّون العرب

دراسة أخرى أجراها “الإسكوا” أيضاً حذرت من أن الوباء سيلقي بظلال وخيمة كذلك عى المسنين العرب، لا سيما الأميين منهم أو غير الملمين بالتكنولوجيا، إذ يجدون أنفسهم غير قادرين على الاطلاع المستمر على تدابير الوقاية من الجائحة، أو الاتصال بالآخرين لطلب المساعدة أو لتخفيف شعور العزلة.

وبين عزلة المسنين لأسباب الأمية الأبجدية أو التقنية أو كلتيهما، وبين معضلة اللاجئين والنازحين الذين تتضاءل فرص صغارهم في الهرب من شبح الأمية، تبذل جهود في كنف كورونا، وتسلط عليها الأضواء في اليوم الدولي للأمية.

ولأن المنطقة العربية صارت تتبوأ مكانة متقدمة في قائمة الدول الأكثر تصديراً واستقبالاً للاجئين، وذلك في ضوء استمرار الأوضاع المتأزمة في سوريا واليمن وبالطبع فلسطين، فإن التقرير الصادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قبل أيام تحت عنوان “معاً من أجل تعليم اللاجئين”، يجد نفسه في القلب من اليوم العالمي للأمية، فإذا كانت كورونا أثرت سلباً في تعليم الأطفال في كل أنحاء العالم، فإن الأطفال اللاجئين والنازحين هم الأكثر تضرراً.

 

الأمية واللاجئون

وبحسب بيانات عام 2019، فإن الأرقام الواردة من 12 دولة تستضيف ما يزيد على نصف الأطفال اللاجئين في العالم، أشارت إلى أن نسبة الالتحاق الإجمالية بالمدارس الابتدائية تبلغ 77 في المئة، لكن النسبة تقل إلى 33 في المئة في ما يتعلق بالالتحاق بالتعليم الثانوي.

وعبّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن “قلق خاص حول تأثير البواء على الفتيات اللاجئات”، مشيراً إلى أن التعليم ليس حقاً من حقوق الإنسان فقط، بل هو حماية وضمان لفوائد اقتصادية يمكنها أن تعود على الفتيات اللاجئات وأسرهن ومجتمعاتهن. وتشير التقديرات إلى أن الفتيات اللاجئات عموماً يحظين بفرص أقل من الذكور في الحصول على التعليم. ونتيجة كورونا، يتوقع ألا تتمكن نصف الفتيات اللاجئات في المدارس الثانوية من العودة إلى صفوف المدرسة في حال فتحت المدارس أبوابها، كما أن كل الفتيات اللاجئات معرضات لخطر الانقطاع عن التعليم نهائياً.

قبل الوباء، كان احتمال خروج الطفل اللاجئ من المدرسة ضعف احتمال بقاء الطفل غير اللاجئ في المدرسة، لكن المتوقع مع قرب بداية عام دراسي جديد أن يزداد وضع الأطفال اللاجئين سوءاً في ما يتعلق بحصولهم على التعليم في زمن كورونا، فقد لا تتاح للكثير منهم فرص استئناف الدراسة بسبب إغلاق المدارس، أو صعوبات متعلقة بسداد رسوم التعلم أو الزي المدرسي أو الكتب، أو عدم إمكان الوصول إلى الأدوات التكنولوحية اللازمة للتعلم عن بعد، أو لأنهم مضطرون للعمل ليسهموا في إعالة أسرهم.

القدر العربي

ويشاء القدر العربي في اليوم الدولي للأمية أن يجعل من “إعالة أسرهم” عاملاً قوياً من عوامل انتكاسة جهود مواجهة الأمية ومحاربة تسرب الأطفال من المدارس طوال عقود مضت. الوباء وآثارة الاقتصادية الوخيمة، وفقدان كثيرين لعملهم، واتساع دائرة الفقر في دول عربية عدة، أدت إلى انتعاش ظاهرة عمالة الأطفال، وهي الظاهرة المرتبطة بالضرورة بالتسرب من المدرسة أو عدم الالتحاق بها من الأصل. منظمة العمل الدولية تشير إلى 152 مليون طفل عامل في العالم تتراوح أعمارهم بين خمسة و17 عاماً، وهو عدد يتوقع أن يرتفع بفعل كورونا، لا سيما وأن دولاً عدة خففت من تشريعاتها أو تطبيقها للقوانين المجرمة لعمل الأطفال، في محاولة للحد من اتساع دائرة الفقر بفعل الوباء.

ولا يتوقع أن يرأف الوباء بالفتيات اللاتي جرى العرف العربي على مطالبتهن بسداد القدر الأكبر من فواتير الأزمات، ففرصة واحدة للتعليم في البيت الواحد حيث طفل وطفلة، يتم تخصيصها حتماً للطفل، وحمل إضافي تنوء به موازنة الأسرة بسبب التعليم، فإن الأنظار تتجه فوراً نحو الترشيد عبر حرمان الصغيرة من التعليم وتزويجها.

أمية متخفية

أما الأميون المتخفون خلف شهادات مدرسية تشير إلى حصولهم على الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، ويعانون صعوبات واضحة في القراءة والكتابة، فتلك مشكلة أخرى لأنهم مصنفون باعتبارهم “متعلمين”.

الأمم المتحدة تذكرنا هذا العام بالفجوة الصارخة بين الخطاب السياسي والواقع. وبالرغم من أن تلك الفجوة كانت قائمة قبل هجمة الوباء الشرسة، إلا أنها غلظت من آثار الوباء على جهود محو الأمية، فقد غابت برامج محو الأمية للبالغين في كثير من الدول من خطط الاستجابة التعليمية الأولية، وأغلقت دول عدة تلك البرامج.

يحيي العالم هذا العام اليوم الدولي لمحو الأمية وهو مشتت بين وباء شرس، وأنظمة تعليم كانت تعاني الضعف والجمود، فأضيف إليها الوباء والإغلاق، وتفتت جهود محو أمية الكبار، ليتحول اليوم إلى تذكرة بأهمية محو الأمية في أزمنة الاستقرار، حتى لا تتحول إلى نحو الأمية في أوقات الأزمات.

الأمية في أرقام

يفتقر 773 مليون شاب وفتاة إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، ويفتقد نحو 617 مليون طفل وطفلة ومراهق ومراهقة للحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والحساب.

في أثناء المرحلة الأولى من انتشار جائحة “كوفيد-19″، أغلقت المدارس ما أدى إلى تعطيل تعليم ما يقرب من 62.3 في المئة من الطلاب والطالبات في العالم، والبالغ عددهم نحو 1،09 بليون طالب.

علماء يكتشفون فائدة جديدة لسم نحل العسل

في نتيجة قد تساعد على إنقاذ عدد كبير من النساء حول العالم، توصلت دراسة حديثة إلى أن سم نحل العسل قد يكون فعالاً في قتل خلايا سرطان الثدي، التي يصعب علاجها.

وكثيرة هي فوائد العسل، وعديدة هي العلاجات والوصفات المنزلية التي يدخل في إعدادها. لكن يبدو أن هذه الفائدة لا تقتصر على العسل وحده، وإنما تنسحب إلى النحل المنتج له أيضاً. فقد كشف باحثون في غرب أستراليا عن أن سم نحل العسل الأوروبي يمكن أن يكون “فعالاً بشكل ملحوظ” في قتل خلايا سرطان الثدي التي يصعب علاجها.

واستخدمت الدراسة التي أجراها معهد هاري بيركينز للأبحاث الطبية، السم المأخوذ من 312

نحلة منتجة للعسل ونحلة طنانة للتحقق من مدى خصائصها المضادة للسرطان.

وخلص الفريق إلى أن سم النحل لا يتسبب فقط في قتل خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي وخلايا سرطان الثدي المخصب، بل يفعل ذلك بتركيز لا يضر الخلايا الطبيعية. ويشكل سرطان الثدي الثلاثي السلبي ما بين 10 – 15 في المئة من جميع سرطانات الثدي، حسب المعهد. ولا توجد حالياً علاجات مستهدفة فعالة سريرياً لذلك النوع من السرطان.

وفي هذا السياق قالت سيارا دافي، الباحثة الرئيسية، في منشور على موقع المعهد على الإنترنت: “كان السم قوياً للغاية”. وأضافت: “وجدنا أن الميلتين (الموجود في سم النحل) يمكن أن يدمر أغشية الخلايا السرطانية بالكامل في غضون 60 دقيقة”. يشار إلى أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء حول العالم.

هل من الممكن وضع حد للتشكك بشأن لقاحات “كوفيد-19″؟

واشنطن: إن التوصل إلى لقاح فعال وآمن ضد مرض “كوفيد-19” الناتج عن الاصابة بفيروس كورونا المستجد، وإمكانية توزيع ذلك اللقاح على نطاق واسع بالقدر الكافي للمساعدة في وقف تفشي الوباء، يأتي على رأس الأولويات العالمية حاليا.

وذكرت وكالة “بلومبرغ” للانباء، أنه بسبب الضرورة الملحة للقاح، تبذل الحكومات قصارى جهدها من أجل تمويل الأبحاث وتحفيز الشركات لتكثيف التجارب، كما تقوم بطلب الجرعات بصورة مسبقة، وتعمل على تقليل الحواجز التنظيمية أمام السوق، ومنح الشركات المصنعة حصانة من الدعاوى القضائية المتعلقة بالإصابات في المستقبل، والتي عادة ما تكون عالية التكلفة.

وحتى في ظل تفشي جائحة مميتة مثل وباء كورونا، فإن ثقة المواطنين في اللقاح تعتبر ضعيفة. وتوصل استطلاع أجرته مؤسسة “إيبسوس” لاستطلاعات الرأي خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين لصالح “المنتدى الاقتصادي العالمي”، إلى أنه في حين يرغب ثلاثة من بين كل أربعة بالغين في الحصول على لقاح “كوفيد-19” في حال توفره، فإن 37 بالمئة فقط لديهم رغبة “قوية” في القيام بذلك.

ويشار إلى أن أهم سببين تم ذكرهما بشأن عدم الرغبة في الحصول على اللقاح، هما الخوف من الآثار الجانبية، والتشكك في مدى فعالية اللقاح، بدون وجود أي مشاعر متطرفة “ضد التطعيم”.

وتعتبر الموافقة السريعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشهر الماضي على اللقاح قبل الانتهاء من إجراء تجارب واسعة النطاق على المرضى، مقامرة، يمكن أن تؤدي في الواقع إلى انتكاسة لإستجابة روسيا لمرض “كوفيد-19″، بحسب “بلومبرغ”.

وكانت قد تمت الموافقة على لقاح “سبوتنيك في” الروسي للاستخدام العام في آب/أغسطس الماضي، قبل ظهور نتائج دراسات المرحلة الثالثة للتجارب عليه، وهي خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة النطاق.

ومن جانبه قال بوتين إن التجارب التي تمت على حيوانات ومتطوعين، أظهرت أن اللقاح يؤدي إلى “حصانة ثابتة”. من ناحية أخرى، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن كل اللقاحات يجب أن تجرى بنفس الدراسات الطبية.

وفي الولايات المتحدة، يرغب الرئيس الامريكي دونالد ترامب في طرح لقاح قبل انطلاق الانتخابات، مما يثير مخاوف أن يكون الضوء الأخضر في نهاية المطاف، جاء كقرار سياسي بدلا من أن يكون قرارا يعتمد على بيانات شاملة.

وعلى رأس ذلك، يأتي أيضا عرض توفير حصانة قانونية لمصنعي اللقاحات والعلاجات الطارئة. وبينما يعتبر ذلك مفيدا في الحيلولة دون دخول الشركات في معارك قضائية، إلا أنه لا يؤدي إلى بناء الثقة لدى المواطنين.

وبينما يعتبر التعويض المالي متاحا، فإنه يتم تغطيته بالكامل من خلال دافعي الضرائب، ليكون قدره 311 ألفا و810 دولارات بحد أقصى مدى الحياة، بغض النظر عن نوع الاصابة، وهو ما تقرره لجنة خاصة بدون وجود فرصة لإجراء مراجعة قضائية. وقد أدى ذلك إلى إثارة غضب الرافضين للتطعيم بدلا من إسكاتهم.

وبينما تصر المفوضية الأوروبية على أنها لن تتنازل عن السلامة، أو تغير قواعد المسؤولية، فقد رأت أنه من الممكن أن تبت الحكومات في دعاوى قانونية “معينة”.

وكان ذلك قد أدى إلى حالة من الغضب الشعبي في الماضي. فأثناء تفشي فيروس “إتش 1 إن 1” (المعروف بأنفلوانزا الخنازير) في عام 2009، تحملت الكثير من الحكومات الأوروبية مخاطر مسؤولية توفير لقاحات سريعة.

وبالتالي، فإنه من الممكن أن يواجه السباق من أجل توفير لقاح لمرض “كوفيد-19”، بعض العراقيل تحت اسم الثقة.

كما لم تختف الحاجة لإجراء تجارب واسعة النطاق على المرضى. ومن الممكن أن يكون توفير المزيد من البيانات والإفصاح عنها من أجل الحصول على موافقات للاستخدام العام، في مصلحة مجموعة ذات أولوية مهمة، وهم مقدمو خدمات الرعاية الصحية.

كما يجب أن يتاح الحفاظ على توفير جرعات لقاح فعالة، بدون إلغاء مسؤولية الشركات المصنعة تماما.

وذكرت “بلومبرج” أن ثمة فكرة طرحها مشروع أبحاث معهد بريطاني للقانون الدولي والقانون المقارن، لعمل صندوق تعويض جديد لمرضى “كوفيد-19″، مصمم للتعامل بتعاطف وفعالية مع دعاوى الإصابة ، بدون الحاجة إلى اللجوء للمحاكم.

وبدلا من أن يتم تمويله بشكل كامل من جانب دافعي الضرائب، فإنه من الممكن أن يقوم القطاع الخاص بتمويله جزئيا، وبالتالي يتم ضمان قيام شركات الأدوية بدور في التمويل. ولن يؤدي ذلك إلى وضع حد لحالة التردد بشأن اللقاح بين عشية وضحاها، ولكنه قد يهدئ من بعض المخاوف.

(د ب أ)

ما تأثير نقص المغنيسيوم في الجسم

أعلن البروفيسور أناتولي سكالني، أن 80% من سكان العالم البالغين يعانون من نقص المغنيسيوم، الذي تظهر أعراضه على شكل تعب مزمن وتغير المزاج وقفزات في مستوى ضغط الدم.

ويقول البروفيسور، نقص المغنيسيوم، هو مشكلة كبيرة يعاني منها سكان المدن الكبيرة، لأنهم يتعرضون دائما إلى مؤثرات خارجية. فإذا كان الشخص يعاني من إجهاد مزمن، فإن حاجته إلى المغنيسيوم تزداد بمقدار 1.5-2 مرة.

وتنظم الضغط في أجسامنا مجموعة نظم، وتؤثر فيه كمية العناصر الدقيقة الموجود في الدم، مثل الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم. فإذا انخفض مستوى المغنيسيوم، يؤدي إلى ارتفاع مستوى الصوديوم والكالسيوم، وبالتالي احتباس السوائل في الجسم، وارتفاع ضغط الدم. وتكرر الصداع النصفي سببه نقص المغنيسيوم. كما أن التهيج واضطراب الذاكرة وعدم إمكانية التركيز على موضوع ما وتغير المزاج، سببه نقص المغنيسيوم أيضا.

ويشير البروفيسور، إلى أن ممارسة النشاط البدني، يزيد من استهلاك المغنيسيوم، والإفراط بتناول الملح، يعرقل امتصاص المغنيسيوم. لذلك يجب التقليل من استهلاك الملح. وأضاف، تنخفض مناعة الجسم على خلفية الكآبة والمزاج السيئ، ما يزيد من تكرار الإصابة بأمراض البرد. كما أن نقص المغنيسيوم، هو أحد الأسباب الرئيسية لمتلازمة التعب المزمن.

وتجدر الإشارة، إلى أن المستوى الطبيعي للمغنيسيوم في دم النساء هو 0.66-1.07 مليمول في اللتر، فإذا كان دون أو أعلى يجب استشارة الطبيب. وتحتاج المرأة إلى 310 ملليغرامات يوميا من المغنيسيوم، والرجال إلى 400 ملليغرام. وأهم مصادر المغنيسيوم هي: منتجات غذائية نباتية- الألياف الغذائية، المكسرات، الحنطة السوداء، الخضروات الورقية.

ويضيف البروفيسور: “القهوة مدر ضعيف للبول، ومع ذلك تخرج المغنيسيوم من الجسم، لذلك من الأفضل تناول الكاكاو”.

ويؤكد البروفيسور على أن تعويض نقص المغنيسيوم في الجسم بتناول الأدوية، يجب أن يتم بموجب توجيهات ووصفة الطبيب المختص على ضوء نتائج تحليل الدم فقط.

الشركات تصنع القرار الأمريكي

لا يخفى على الكثيرين في أمريكا، وخارجها، أن السياسة الأمريكية تخضع إلى حد كبير، للشركات الكبرى المتحكمة في الاقتصاد الأمريكي، وكثيراً ما تفرض هذه الشركات سياسات تدعم مصالحها على حساب مصالح الشعب. ويناقش هذا الكتاب كيفية صناعة القرار السياسي عبر تأثير هذه القوة المفصلية في المجتمع الأمريكي، وكيف يعمل السياسيون القادمون لأجل تحقيق التغيير على خلق حالة التوازن بين مصالح الشعب، وأصحاب الأعمال.
ليس سراً أن «1%» – النخبة التجارية التي تسيطر على أكبر الشركات والشبكة المتصلة بها من المؤسسات العامة والخاصة – تمارس سيطرة هائلة على الحكومة الأمريكية. في حين تُعزى هذه السيطرة عادة، إلى تبرعات الحملات وكسب التأييد، ويجد هذا الكتاب أن قوة الشركات تنبع من السيطرة على الموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها الحياة اليومية.
ويذكر المؤلفون أنه يجب أن يسعى المسؤولون الحكوميون باستمرار لإبقاء الرأسماليين سعداء، خشية من «إضراب رأس المال» – أي رفض الاستثمار في صناعات أو مواقع معينة، أو نقل ممتلكاتهم إلى بلدان أخرى – وبالتالي فرض مشقة مادية على مجموعات معينة، أو الاقتصاد ككل. لهذا السبب، حتى السياسيين الذين لا يعتمدون على الشركات لتحقيق نجاحهم الانتخابي، يجب عليهم تجنب انقطاع استثمار الشركات.
يوثق الكتاب القوة المنتشرة للشركات والمؤسسات الأخرى على صنع القرار في تجمعات كبيرة لرأس المال، ولا سيما «البنتاجون». كما يُظهر أن أكثر حركات الإصلاح نجاحاً في تاريخ الولايات المتحدة الحديث – من أجل حقوق العمال والحقوق المدنية وضد الحروب الإمبريالية – قد نجحت من خلال الاستهداف المباشر للشركات، وغيرها من الخصوم المؤسسيين الذين بدأوا واستفادوا من السياسات القمعية. وعلى الرغم من أن معظم الحركات الاجتماعية اليوم تركز على الانتخابات والسياسيين، فإن حركات «99%» تكون أكثر فاعلية عندما تفرض تكاليف مباشرة على الشركات والمؤسسات الحليفة لها. وهذه الاستراتيجية هي أيضاً أكثر ملاءمة لبناء حركة جماهيرية ثورية يمكن أن تحل محل المؤسسات الحالية ببدائل ديمقراطية.

 

في عام 1931، أعرب الفيلسوف جون ديوي، عن أسفه لأن «السياسة هي الظل الذي تلقيه الشركات الكبرى على المجتمع». الحكومة بشكل عام، هي صدى «وفي بعض الأحيان شريك مباشر» لمصالح الشركات الكبرى. اليوم، كما في زمن ديوي، تعتبر سيطرة الشركات الكبرى على الحكومة الأمريكية سراً مكشوفاً. لدينا مؤسسات ديمقراطية رسمياً، لكن 1% يمارسون سيطرة واضحة على صنع السياسات الحكومية. وفي السنوات التي أعقبت الانهيار الاقتصادي في عام 2008، اتفق نحو الثلثين على أن استجابة الحكومة قد أفادت «البنوك والمؤسسات المالية الكبيرة» و«الشركات الكبيرة والأثرياء»، وأن بقية السكان قد استفادوا «ليس كثيراً»، أو «لم يستفيدوا على الإطلاق».
إن الانتقادات تجاه الأثرياء – حكم الأغنياء – ليست جديدة. فلطالما شجب الماركسيون واللاسلطويون (الأناركيون) تأثير الرأسماليين في الحكومة. وكان بعض الليبراليين، مثل ديوي، أعربوا عن انتقادات مماثلة تعود على الأقل إلى شكوى آدم سميث في عام 1776 من أن «التجار والمصنعين» في إنجلترا كانوا «المهندسين الرئيسيين للسياسة الاقتصادية ومصالحهم» التي يتابعها السياسيون بعناية. ويدعم التاريخ وجهة نظر ديوي. فقد واجهت الحكومات المنتخبة بتفويض تقدمي قوي، من تشيلي في سبعينات القرن الماضي إلى فنزويلا، واليونان، مؤخراً، اضطراباً اقتصادياً هائلاً، وغالباً انقلابات عسكرية؛ عندما تشكل إصلاحاتها تهديداً لمزايا وامتيازات الرأسماليين. وكان الإصلاحيون الأقل طموحاً، مثل باراك أوباما، تسببوا أيضاً بغضب قطاع الأعمال، على الرغم من بذلهم جهوداً هائلة لاستيعاب مصالح الشركات.

لماذا الأعمال قوية جداً؟ يعزو معظم المحللين نفوذها السياسي إلى التبرعات الانتخابية، وكسب التأييد. لكن تمويل الحملات الانتخابية هو مجرد وسيلة واحدة تؤثر بها الأعمال التجارية في الحكومة. ويرى المؤلفون أن المشكلة تذهب إلى ما هو أبعد من المال في السياسة، إلى هيكل الاقتصاد ذاته. وتنبع القوة السياسية للبنوك والشركات في نهاية المطاف من القوة التي تمارسها على الاقتصاد نفسه. إنهم يتحكمون في معظم الموارد الحيوية التي يعتمد عليها المجتمع، بما في ذلك رأس المال الاستثماري، (وبالتالي الوظائف والقروض)، إضافة إلى الغذاء، والنقل، والطب، وخدمات الرعاية الصحية، وأشياء أخرى لا حصر لها.
يقول المؤلفون: «أقوى سلاح للبنوك وأرباب العمل هو الإضراب الرأسمالي: سحب رأس المال الاستثماري من قطاع أو أكثر من قطاعات الاقتصاد، أو «سحب الاستثمار» في شكل تسريح العمال، أو نقل الأموال إلى الخارج، أو تحويل رأس المال المالي إلى الخارج، وتشديد الائتمان وغيرها من التدابير التخريبية. ويمكن تنفيذ هذه الإجراءات من قبل الشركات الفردية أو الصناعات بأكملها، أو عندما يتخذ كبار المستثمرين قراراً جماعياً بعدم الاستثمار.
ويضيفون: «إن حجب رأس المال لا يمثل دائماً إضراباً متعمداً من قبل الرأسماليين لأغراض سياسية، فقد يسحب الرأسماليون الاستثمار لمجرد ظروف السوق، مثل انخفاض الطلب على منتجاتهم، كما يحدث عندما يقطع صانعو السيارات الإنتاج ويسرحون العمال عندما ينخفض ​​الطلب على سيارات معينة. ويتميز إضراب رأس المال عن هذه الحالات «العادية» لسحب الاستثمارات من قبل الرأسماليين الذين يطالبون بتغيير سياسة الحكومة، ووعودهم بأن التغييرات الإيجابية ستجلب استثمارات جديدة، أو متجددة. بعبارة أخرى، يشكل سحب الاستثمار إضراب رأس المال عندما يكون حجب رأس المال مصحوباً بوعد بالاستثمار، مقابل خدمات من الحكومة. ونظراً لأن الأعمال تتحكم في معظم الموارد التي نعتمد عليها جميعاً، يجب على المسؤولين الحكوميين إرضاء الرأسماليين باستمرار حتى يواصلوا استثمار هذه الموارد بشكل منتج».
ويؤكدون أن «الحكومات الأكثر جرأة فقط هي على استعداد لإكراه الرأسماليين على الاستثمار، لأن القيام بذلك عادة ما يدعو إلى إضرابات رأسمالية أعمق، ويؤدي إلى عرض يجب على الدولة فيه إما مصادرة المشاريع الخاصة، (متحدية الاتهامات بالاستبداد)، وإما الاستسلام للحكومات في كل مكان، وبالتالي تستثمر طاقة كبيرة وموارد عامة لدرء السخط من قبل المديرين التنفيذيين والمستثمرين الغاضبين».

تستخدم الأعمال مجموعة من الأدوات اليومية إلى جانب إضراب رأس المال. لديها موارد هائلة لإنفاقها على الحملات الانتخابية، وتبرعاتها تفوق تلك التي تقدمها جميع الفئات الأخرى في المجتمع في عملية صنع السياسات. يفعلون ذلك، أولاً، من خلال ضمان انتخاب المرشحين الودودين في مجال الأعمال. وفي بعض الأحيان يأتي المرشحون مباشرة من عالم الأعمال، وأحياناً لا.ويخضع جميع المرشحين على المستوى الوطني لعملية فحص صارمة من قبل مانحين أثرياء قبل تقديمهم للجمهور. وعادة ما يقترب المرشحون للرئاسة من نخب الأعمال لقياس دعمهم حتى قبل الإعلان عن ترشيحاتهم. وبمجرد انتخاب المرشح، سيتم سداد التبرعات السابقة من خلال التشاور الوثيق مع جماعات الضغط التجارية، ومن خلال تعيين موظفين ودودين للعمل، ومستشارين، ومنظمين، وقضاة. وتساعد العلاقة في تحديد التشريعات التي يتم تقديمها، والسياسات المستبعدة من الاعتبار، كيفية تنفيذ القوانين الحالية. ويواصل كلا الجانبين تنمية هذه العلاقة على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن المانحين هم الأكثر قوة. إنهم في الأساس مستثمرون «يجعلون السياسيين يشبهون الأسهم إلى حد ما»، ويستثمرون في أولئك الذين يرجح أن يحققوا عائداً، أولئك الذين لديهم سجل حافل من التدابير المؤيدة للأعمال التجارية والتخلص من أولئك الذين ثبت أنهم مخيبون للآمال.
ويقول المؤلفون: «إذا خيب أحد السياسيين الظن، وفشلت الشركات في الحصول على كل ما تريده من الحكومة، فإن الجهات المانحة لديها الكثير من أسلحة الاضطراب الأخرى في ترسانتها. حيث تساعد تهديدات الإضرابات الرأسمالية، وإضرابات رأس المال الحقيقية في بعض الأحيان، على إبقاء السياسيين والمنظمين في صف واحد. وتستفيد الشركات أيضاً من نظام المحاكم بشكل كامل، وتنفق مبالغ هائلة على التقاضي لتحدي القوانين التي لا تحبها. ومن أجل تدبير جيد، غالباً ما تضغط الشركات على حلفائها في الكونجرس لقطع التمويل عن الوكالات التنظيمية، وبالتالي ضمان أن أهداف التقاضي التجاري ستكون ناقصة التمويل وغير مجهزة للدفاع عن أفعالهم ضد الشركات الكبيرة. وبهذه الطريقة، تصبح العديد من السياسات بؤرة حرب لا تنتهي أبداً إلى التنفيذ، والتي تستمر لفترة طويلة بعد أن يوقع الرئيس على قانون جديد، وحتى بعد فترة طويلة من تركه لمنصبه».
وتوضح المعركة حول إصلاح «وول ستريت» وقانون حماية المستهلك («دود-فرانك») عام 2010 كيف تعزز استراتيجيات الشركات المتنوعة بعضها بعضاً. أولاً، ضمنت مجموعة تبرعات حملة وول ستريت، والتحذيرات الرهيبة بشأن سحب الاستثمار في أعقاب انهيار عام 2008 أن أوباما عيّن منظمين ومستشارين صديقين للبنوك، وضمن أيضاً أن جماعات الضغط في «وول ستريت» سيكون لها وصول مباشر إلى المفاوضات بشأن الإصلاح. ونتيجة لذلك، كانت المسودات الأولية للتشريعات التي قدمتها الإدارة أقل راديكالية بكثير مما توقعه معظم الناس استناداً إلى خطاب أوباما في حملته الانتخابية عام 2008، بحسب المؤلفين.

لغز أوباما

هذا الكتاب (الصادر عن دار فيرسو للنشر باللغة الإنجليزية في يوليو/ تموز 2020 ضمن 224 صفحة)، هو نتاج أكثر من عقد من البحث والمناقشة. بدأت المحادثات لكتابته في أواخر عام 2009، مدفوعة بنمط ناشئ هو «لغز أوباما». وعلى الرغم من أن إدارة أوباما الجديدة قد تم انتخابها بتفويض قوي من أجل «التغيير الذي يمكننا أن نؤمن به»، وتمتعت بالسيطرة الواضحة على الكونجرس، إلا أنها لم تقدم إصلاحات تقدمية كبيرة. يقول المؤلفون: «بدأنا نرى هذا النمط على أنه انعكاس لسؤال نظري أكبر بكثير: ما هي عقبات التغيير السياسي التقدمي في مجتمعات العصر الحديث، وكيف يمكننا التغلب عليها؟ وتم تشكيل إجابتنا من خلال بحثنا والمناقشة المستمرة بين المؤلفين، مع مدخلات من دائرة كبيرة من الأصدقاء والزملاء».
كما يوحي مثال إصلاح «وول ستريت»، أن الشركات بشكل كامل استفادت من كل هذه الأدوات خلال إدارة أوباما. ولذلك خصص المؤلفون الكثير من تركيزهم في هذا الكتاب على رئاسة أوباما، ليس لأن أوباما كان أكثر خضوعاً للرأسماليين من الرؤساء الآخرين، بحسب رأيهم، ولكن لأنه كان هناك مثل هذا الانفصال الدراماتيكي بين وعود التقدم التي قدمها وسياساته الفعلية. ويذكرون: «كمرشح، تعهد بمواجهة شركات الوقود الأحفوري، وشركات التأمين الصحي، وبنوك وول ستريت، وغيرها من المصالح التجارية المفترسة. وفي جميع هذه المجالات، حظيت وعوده بتأييد ساحق بين الناخبين الديمقراطيين، كما كانت تحظى بشعبية لدى العديد من الناخبين الجمهوريين، والمستقلين. ومع ذلك، فإن إصلاحاته السياسية لم ترق إلى مستوى خطابه. كان المحير بشكل خاص هو حقيقة أن بعض الإصلاحات كانت في متناول اليد خلال عامين من سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس، أو يمكن تحقيقها باستخدام السلطات التنفيذية».

وعد أوباما لم يتحقق

تُظهر سنوات حكم أوباما كيف أنه على الرغم من الانتصار الانتخابي المدوي للرئيس، والتفويض العام القوي للتغيير، ظلت الشركات في دفة القيادة. على سبيل المثال، وعد أوباما بإصلاحات بيئية ملحة، ولا سيما لمنع تغير المناخ الكارثي.
وكان الجمهور داعماً. وفي عام 2008، فضل 78 في المئة معاهدة دولية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفضل 66 في المئة اللوائح الحكومية التي من شأنها إجبار المرافق على استخدام المزيد من مصادر الطاقة النظيفة. عند الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في ذلك العام، توقع أوباما أن تكون رئاسته هي اللحظة التي بدأ فيها ارتفاع المحيطات في التباطؤ وبدأ كوكبنا بالتعافي. ومع ذلك، فإن الإصلاحات البيئية لإدارته توقفت كثيراً عما هو ضروري علمياً.

ترجمة: نضال إبراهيم

لقاح كوفيد لن يتوافر على نطاق واسع قبل منتصف 2021 وفق منظمة الصحة

 

جنيف – (أ ف ب) – قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إنها لا تتوقع حملات تلقيح واسعة النطاق ضد كوفيد-19 حتى منتصف عام 2021، مع تسارع الاستعدادات لتوزيع لقاح في الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في مؤتمر صحافي في جنيف، “كما تعلمون، دخل عدد كبير من اللقاحات التجريبية الآن المرحلة الثالثة من التجارب. نحن نعرف ما لا يقل عن 6 إلى 9 لقاحات تجريبية قطعت بالفعل شوطًا طويلاً في مراحل البحث”.
وأضافت “لكن في ما يتعلق بجدول زمني واقعي، لا نتوقع حقًا أن نرى اللقاح يُعطى على نطاق واسع حتى منتصف العام المقبل”.
وأوضحت أن المرحلة 3 من التجارب السريرية – أي مرحلة الاختبار المكثف على متطوعين – تستغرق وقتًا، إذ يحتاج العلماء إلى التحقق مما إذا كان اللقاح فعالًا وآمنًا.
تعهد العديد من مديري شركات الأدوية من جانبهم الخميس أنهم لن يتهاونوا وسيحترمون معايير “السلامة” في السباق لإنتاج لقاح ضد كوفيد-19، على الرغم من دعوات ملحة أحيانًا لإعطاء الأولوية للسرعة.
لكن “الخبر السار”، وفق هاريس “هو أن المصنعين يراهنون بالفعل على اللقاح المحتمل، ويفكرون بالفعل في كيفية زيادة إنتاج اللقاح بمجرد أن نعرف أي لقاح سيتم استخدامه”.
في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً جراء الجائحة، دعت مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها مختلف الولايات الأميركية و”بشكل عاجل” إلى القيام بما هو ضروري لتجهيز مراكز توزيع اللقاح المرتقب لتعمل بكامل طاقتها بحلول 1 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل يومين من الانتخابات الرئاسية.
وفي نهاية آب/أغسطس، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلقاح “هذا العام” ضد كوفيد-19.
في جنيف، قالت سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، للصحافيين هذا الأسبوع إن المنظمة عملت مع خبراء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من وكالة الأدوية الأميركية والوكالة الأوروبية للأدوية “لاقتراح معايير” لسلامة وفعالية اللقاحات المرتقبة.
وقالت “نود أن نرى لقاحًا فعالاً بنسبة 50% على الأقل، ويفضل أن تكون فعاليته أعلى من ذلك”.

الذكاء الاصطناعي يلقي قصيدته الأولى

 

قبل أيام، تجمع عشرات الطلبة أمام مقر وزارة التعليم البريطانية لشتم أم الخوارزمية، تمامًا كما أخبرك، لقد قالوا بالحرف: “F*ck the algorithm”، ربما كان الحقّ معهم، فلقد تسببت خوارزمية بانخفاض حاد في درجاتهم الدراسية. القصة باختصار أن الإغلاق في إنجلترا الناتج عن جائحة كورونا تسبب بإلغاء الامتحانات، فوجدت السلطات التعليمية طريقة لتقييم الطلاب من غير إجراء امتحانات فعلية، وذلك بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي يحلل جهود الطلاب خلال السنوات الثلاثة الماضية وتقييمات المعلمين، أعلنت النتائج في 13 من أغسطس/آب، وقد أظهرت انخفاضًا حادًا بدرجات الطلاب عما لو اعتمدت على تقييمات المعلمين وحدها، انخفاض يصل إلى 40%! هذا ما أشعل حراك هؤلاء الطلاب الذي نجح أخيرًا في تنحية الذكاء الاصناعي جانبًا، وتنفس الطلاب الصعداء.

ثمة أسباب كثيرة للغضب من الخوارزميات، لا يتعلق الأمر بدرجاتنا الدراسية وحسب، إنما والأهم، بخصوصياتنا، بل بحياتنا برمتها.

يصعب اليوم تخيّل الحياة دون خوارزميات، دون ذكاء صنعناه، أعني صنعته الشركات الرأسمالية الكبرى، ولا يقف الموضوع عند خرائط جوجل التي تكشف لنا حالة الطرقات، ولا المساعدات الصوتية التي ترد بظرافة على أسئلتنا السخيفة، ولا هزيمة أعتى أبطال الشطرنج، ولا الإعلانات المستهدفة على شبكات التواصل التي تعرف حتى هرموناتنا وحالتنا المزاجية ومناسباتنا وبمن نلتقي وما يثير اهتمامنا وتعرض إعلانات طبقها، فتؤثر على عاداتنا الاستهلاكية وحتى قراراتنا الانتخابية وتوجهاتنا السياسية، بل بجمهرة واسعة من التطبيقات الفعلية، فهل كنا سنعرف محمد صلاح لولا الذكاء الصناعي الذي اقترح على ليفربول أن يسارع لاستقطابه؟

وحتى اليوم، أمكن للذكاء الصناعي – أيضًا وأيضًا – المساهمة بتطوير أنواع جديدة من العطور بناء على تحليل ملايين التراكيب لعطور رائجة، وخلق توابل ونكهات فريدة لطعامنا، والتنبؤ بالأمراض والأوبئة، وكبح جماح انتشار الأوبئة عن طريق تعقب المرضى كما في جائحة كورونا الجارية، ومكافحة الفقر والجوع وتطوير الزراعة، واستُخدم لمعرفة مصير أبطال مسلسل درامي شهير، بل وحتى توقع مخاطر الوفاة المبكرة، ويستخدمه المستبدون لمراقبة شعوبهم والسيطرة عليهم.

وفي جوانب إبداعية تبدو محصورة بالبشر، شاركت الخوارزميات بكتابة مسرحية وعزف مقطوعات موسيقية ورسم لوحة بيعت بسعر باهظ وصياغة أخبار صحفية بصورة آنية. دعنا نقف هنا. فلا شك أنك تعرف الكثير من التطبيقات الفعلية التي باتت واقعًا في حياتنا للذكاء الاصناعي، ويصعب حقًا حصر كل تلك الاستخدامات، لكن بشأن هذه الأمثلة الأخيرة المتعلقة بالجانب الإبداعي البشري، فعن هذا حديثنا، عن الجديد الخلّاق هنا، عن لغة GPT-3 التي أعلن عنها شهر يوليو/تموز المنصرم.

ما هي؟

لغة GPT-3 هي الجيل الثالث من برمجية التنبؤ اللغوي (بعد جيلين سابقين، هما PTB وGPT-2) التي تطورها مؤسسة OpenAI، وهي شركة أبحاث ذكاء اصطناعي ربحية يدعمها عدد من رواد الأعمال المشاهير على رأسهم إيلون موسك (مؤسس speacx وتسلا وغيرها) وريد هوفمان (مؤسس شركة ليكندإن) ومارك بينيوف (المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة salesforce) وسام ألتمان (الرئيس التنفيذي لشركة Y Combinator) وآخرين. أعلن عنها لأول مرة في ورقة بحثية أعدها 31 باحثًا ونشرت في 28 من مايو/أيار 2020.

مع تضمينها 175 مليار متغيّر (النسخة السابقة GPT-2 كانت تضم 1.5 مليار متغيّر وهو رقم هائل بدوره، فتخيل القفزة!) أصبحت GPT-3 أقوى نموذج لغة على الإطلاق، وهي منافس حاسم لنموذج لغة T-NLG التي تطورها شركة مايكروسوفت وتباهت حين الإعلان عنها في فبراير/شباط الماضي بأنها تضم 17 مليار متغيّر، لكن هذا كان أقل من 10% من سعة GPT-3 التي سيعلن عنها بعد بضعة أشهر!

تتيح GPT-3 إمكانية توليد سيل لا منتهي من النصوص المقنعة من خلال اقتراح جملة افتتاحية، فبمجرد إرسال مقدمة قصيرة من معطيات قليلة لا تتجاوز عدة كلمات، ستقدم لك لغة GPT-3 نصًا يشبه النصوص التي يصوغها البشر من ناحية طولها وبنيتها النحوية، مكوّن من جمل عشوائية تصل لعدة فقرات، مع قدر كبير من التعبيرية والدلالة، وسيكون من الصعب تمييزها عن النصوص التي ننتجها نحن، وأنها مجرد تدفقات نصية ركبتها خوارزمية تتعلم من تلقاء نفسها، وكما وصفها فرهاد مانجو في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، “تنتج نثرًا أصليًا متماسكًا وأحيانًا واقعيًا بطريقة مدهشة ومخيفة ومتواضعة بل ومرعبة”.

بإمكان GPT-3 توليد قصص وقصائد شعرية وبيانات صحفية، ونكاتًا، وصياغة أخبار، والترجمة، والإجابة على أسئلتك بطريقة فلسفية منمقة، وكتابة كود برمجي بعدة لغات مثل CSS وJSX وPython وSQL وغيرها، وهي قادرة على التصميم أيضًا!

دعنا نجرب

ما زالت اللغة تجريبية، لكن OpenAI أتاحت لبعض المطورين الوصول المدفوع إلى نظامها عبر واجهة برمجة تطبيقات API، فأطلقوا عددًا من التطبيقات التي تساعدنا في تجربتها، وقد استخدمنا أحد تلك الأدوات لتجربتها بدورنا، وهي أداة Philosopherai، ودعني أوضح بدايةً أن هذا التطبيق يوفر إجابات ذات طابع فلسفي كما يظهر من اسمها، ويبدو أن OpenAI تقدم لكل مطوّر يطلب الولوج إلى بياناتها، دخولًا مشروطًا بتخصص ما، ما يعني وجود تطبيقات بمجالات مختلفة، من غير توفير تطبيق مفتوح على كل المجالات، فيما يبدو.

 

الآن، ما رأيكم أن نبدأ باختبار اللغة عبر محاولة إيجاد حبكة جديدة لقصة ماوكلي؟ ما النهاية التي سيقترحها الذكاء الصناعي؟

سنعطي الذكاء الصناعي ما يبدو أنها بداية حكاية صديقنا فتى الأدغال، ونرى كيف تجري الأمور.. “كان يا ما كان، كان هناك فتى صغير ترعرع في الغابة، وفي أحد الأيام…”.

واو! لقد حصل ماوكلي على صديق لطيف، إنه ذئب صغير على ما يبدو، ولعبا معًا حتى نسي الفتى العودة إلى المنزل. بداية موفقة! (شاهد النتيجة هنا باللغة الإنجليزية)

ربما من الجيد أن نطلب منه كتابة مقالة قصيرة في أمر ما، لنجرب أن يكتب شيئًا عن التطوّر، مثلاً: “4 معلومات مهمة حول التطور”، يا سلام، إنها نتيجة ممتازة!

والآن سأطلب منه قصيدة من شعر أبو نواس، هممم يبدو أنه اختار أن يحدثني عن تاريخ الشعر، لا بأس، طلبت منه أن يعيد المحاولة، لقد حدثني هذه المرة كم أن أبو نواس عظيم! في الثالثة راح يقلل من شأنه! أما في المحاولة الرابعة فقد كتب لي قصيدة من أربعة أبيات بالفعل! عظيم! في المرة الخامسة تحدث عن شيء لا دخل له لا بالشعر ولا بأبي نواس، في الواقع تحدث عنا نحن البشر وصراعاتنا، (في الحقيقة أنا أواجه مشكلة مع الخوارزميات التي تنظر لنا باستعلاء، تكاد لا توفر فرصة إلا وتنتقدنا فيها)، وفي المرة السادسة اجترح قصيدة عن الخمر، أوووه! أما هذا فأبو نواس بحق وحقيق!

 

حاولت استنطاقه نكاتًا، لكن لم أفلح، إما لأنني لم أجد الاستهلال المناسب الذي يحفزه على إلقاء النكات وإما لأن هذه الأداة ليس من بين مهامها طرح النكات، وعمومًا، استبدلت الأمر بسؤاله عن “كيف نبتكر نكتة؟”، والحقيقة، أنه قدم إجابة رائعة هنا، وهنا إجابة أخرى ممتازة، يمكن أن تكوّنا معًا مقالة جيدة عن الموضوع أو بذرة مقالة جيدة جدًا، ويمكنك إن قررت ذلك، أن تجعل هذه الإجابة (التي تضمنت نكتة بالمناسبة) مقدمة استهلالية لمقالتك عن كيف نبتكر النكات.

حتى تستطيع الخوارزمية إنتاج نص بهذه الجودة، جرى تزويدها بـ45 تيرابايت من البيانات، أي مئات المليارات من الكلمات التي جرى تدريب GPT-3 عليها، تحليليها والتعلم العميق منها، مصادر هذه البيانات تتوزع بنسب متفاوتة بين الكتب وصفحات الإنترنت وويكيبيديا ولغات البرمجة، يقول جاك كلارك Jack Clark، مدير السياسة في OpenAI، إنه كلما كانت الخوارزمية أكبر، كانت “أكثر تماسكًا وأكثر إبداعًا وأكثر موثوقية”، وهذا ما يمكنك لمسه فعليًا عند تجربتها.

يرى مطوّرو OpenAI أن “الخوارزميات الأكبر، أي التي تضم أكبر قدر من المتغيرات، تتيح نتائج أكثر عمومية. فعلى سبيل المثال، تتمثل الوظيفة الأساسية لـGPT-3 في التصرف مثل الإكمال التلقائي. أعطه كلمة واحدة أو جملة وسوف يولد ما يَعتقد أنه يأتي بعد ذلك، كلمة بكلمة، ويمكنه أيضًا الإجابة عن الأسئلة أو حتى إجراء الترجمات، دون الحاجة إلى أي تغييرات في الخوارزمية”.

انتقادات

تحظى لغة GPT-3 بثناء متواصل، وقد وصفها الفيلسوف الأسترالي ديفيد تشالمرز وهو عالم إدراكي متخصص في أبحاث العلوم العصبية وفلسفة اللغة، بأنها “أحد أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي إثارة للاهتمام والأكثر أهمية على الإطلاق”، لكن هذا لا يلغي وجود انتقادات حادة للغة.

بل حتى مؤسسي وشركاء GPT-3 لم يظهروا أعلى قدر من التفاؤل، فـSam Altman أقر بنقاط ضعفها و”أخطائها السخيفة” واعتبر أنها “مجرد لمحة مبكرة جدًا” عن مستقبل العالم الذي قال إن الذكاء الصناعي سيغيره.

في مقالة لها، انتقدت مجلة MIT Technology Review لغة GPT-3، واعتبرت أن ناتجها الشبيه بنتاج النصوص البشرية وتعدد الاستخدامات المذهل لها، إنما هو نتيجة هندسة ممتازة، وليس ذكاءً حقيقيًا، وأرجعت رأيها إلى أن هذا “الذكاء” ما زال يمثل صدى سخيفًا يشف عن نقص في البديهة والافتقار إلى العمق، معتبرة أن الأمر لا يعدو عن تراكيب وضعت بطريق القص واللصق أكثر من كونها صياغة أصلية ذكية، إنها – بحسب المجلة – أداة جيّدة لتركيب نصوص وقصاصات عثر عليها في أماكن مختلفة على الإنترنت، حيث يتم تركيبها ولصقها بجانب بعضها بصورة خلاقة ومبدعة عند الطلب.

ترى MIT أن أعظم حيل الذكاء الاصطناعي هي إقناع العالم بوجوده، والـGPT-3 هي قفزة هائلة إلى الأمام، لكنها في نهاية المطاف أداة من صنع البشر.

وفي ورقتهم البحثية، أشار منشئوها أنفسهم إلى مجموعة من المخاطر، من بينها “المعلومات المضللة والبريد العشوائي والتصيد الاحتيالي وإساءة استخدام العمليات القانونية والحكومية وكتابة المقالات الأكاديمية الاحتيالية ومشكلات تتعلق بالهندسة الاجتماعية”.

يضيف لها مقال نيويوك تايمز مخاطر أخرى، يقول فرهاد: “يحتمل أن يعكس GPT-3 العديد من التحيزات الموجودة في المجتمع. إذ كيف يمكننا التأكد من أن النص الذي ينتجه ليس عنصريًا أو جنسيًا؟ كما أن GPT-3 ليس جيدًا في إخبار الحقيقة من الخيال”.

وتقييمنا، من واقع تجربتنا لأداة Philosopherai، بشكل أساسي، مع أداة توليد التغريدات هذه، وتطبيق تاغلاينز، مع عشرات عمليات الاستنطاق والتوليد، فإن نموذج اللغة GPT-3 خلاق وحاذق، ومليء بالظرف اللماح الذي يدل على نباهة لا يمكن تجاوزها، ويقدم بثوان إجابات قد تتجاوز المأمول في بعض الأحيان، هذا مع الإقرار بالطبع بوجود سذاجة وركاكة في كثير من الطلبات، والحاجة لأكثر من محاولة للوصول إلى الإجابات التي نتوقعها.

أخيرًا، كما لاحظت من الأمثلة، فإنّ GPT-3 تنتج نصوصًا بالإنجليزية فحسب، وحتى يمكن أن تنتج نصوصًا باللغة العربية، فيجب بطبيعة الحال تزويد الخوارزمية بمليارات المتغيرات العربية ومليارات الباياتات من البيانات بما فيها صفحات الإنترنت والكتب والمعاجم، وهنا لديّ بعض الأخبار السيئة، ربما لا يوجد مليار متغير عربي متوافر فعلًا، فضلًا عن “مليارات كثيرة” تحتاجها الخوازمية للتعلم.