الدافعية المدرسية.. كيف نحفز طلابنا على التعلم؟

الطفل الصغير الذي تريد أن تجعله يحبو لا بد أولًا أن يكون قادرًا بدنيًا على ذلك وجسمه مستعد لهذه العملية، ثم سيدفعه الفضول تجاه العالم الخارجي فيقترب من الأشياء البعيدة ويكتشفها، وحين يجد من يحضر تلك الأشياء المثيرة للاهتمام إليه دون أي جهد منه، فإنه لن يبذل جهدًا في تعلم الحبي أو المشي للوصول إليها، لذلك يكون من الصحي في بعض الأحيان وضع (محفز) للطفل مما يثير انتباهه بعيدًا عنه لتجعله يقترب إليه ويبذل مجهوده في ذلك.
قس على هذه العملية أي عملية تعلم تريد للأطفال أن يتعلموها، ابتداءً من الأحرف الأبجدية وجداول الضرب وصولًا إلى التفاضل والتكامل والفلسفة والكيمياء. يجمع كل تلك العمليات التعليمية أمر واحد هو (الدافعية للتعلم).

فما هي الدافعية؟

كثرت الدراسات والأبحاث والتجارب التعليمية التي حاولت أن تفهم طريقة تعلم التلاميذ، وحاول علم النفس المعرفي والسلوكي، أن يفسر طريقة التفاعل في العملية التعليمية بين المعلم والطالب والمعلومة نفسها، حتى إن علم الأعصاب تدخل في بعض المراحل كي يجد تفسيرًا لطريقة فهم الطلاب وكيفية عمل السيالات العصبية أثناء تلقي المعلومات الجديدة وأثناء عملية إثارة الفضول والدافعية تجاه ما يراه الطالب ويسترعي انتباهه من المناهج.
ودخلت المدرسة في منافسة شديدة مع التلفاز واليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات والألعاب الالكترونية في إثارة انتباه الأطفال وإثارة دافعيتهم للتعلم، ومن هنا صار من المهم أكثر أن نفهم كيف تتكون الدافعية وكيف نحرض على الرغبة في التعلم.

الدافعية داخلية المنشأ والدافعية خارج المنشأ

ما الذي يجعل البعض يقبل على التلفاز أو الجلوس لساعات طويلة على الهاتف متابعًا حسابات أشخاص لا يعرفهم ومشاهدًا فيديوهات كثيرة تهمه ولا تهمه؟..فيما أنه لا يقبل البقاء لساعة متواصلة وهو يدرس مادة ما للجامعة أو يقرأ كتابًا؟..بينما يُقبل كثيرون على الدراسة ويقضون ساعات كثيرة وهم يطالعون ويقرؤون؟
هذا الفارق أثار اهتمام علماء النفس والاجتماع منذ مدة طويلة، ففيما يقبل بعض الطلاب بحماس على الذهاب إلى المدرسة يأبى آخرون ذلك تمامًا، وظهرت نظريات وفرضيات كثيرة عن هذا الأمر، حيث تحدث عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر عن أنواع الذكاء، وجاء من وضع فرضيات لأنواع التعلم (التعلم البصري والسمعي والحسي)، وتحدث علماء النفس عن تعامل المدرس مع الطلاب وغيرها من الأسباب التي لا تجعل الطالب يرغب بالذهاب إلى المدرسة، وهنا وُضع مصطلح الدافعية داخلية المنشأ والدافعية خارجية المنشأ.
ففي حين يقع مصدر الدافعية خارجية المنشأ خارج شخص الطالب متمثلًا في المعلم أو الأهل أو حتى المعلومة التي تثير فضول الطالب لتدفعه للرغبة في التعلم، يقع مصدر الدافعية داخلية المنشأ في الطالب نفسه والذي يتعلم لأنه يحقق شيئًا يعرفه لنفسه، التفوق وشعور النجاح، المعرفة.. تجنب متاعب ما أو الحصول على نتائج ومكافآت.

كيفية نحفّز الدافعية الداخلية عند الطلاب؟

1. إعطاء الطالب مساحة لذاتية القرار

تأتي أهمية الجوائز والتعزيزات في تعزيز الدافعية داخلية المنشأ وتوليدها لدى الطلاب، حيث يمكن تحريضها من خلال الحاجة إلى الإحساس بالكفاءة وذاتية القرار، وهذه الأخيرة تعني امتلاك المقدرة على القيام باختيار أمر ما ضمن أكبر عدد ممكن من المواقف المحتملة، وهذا يشجع شعور الطالب بالكفاءة ويجعله متحمسًا أكثر للحصول على المعلومة.
أيضًا وجود خيارات متعددة أمام الطالب في الواجبات والأبحاث تعطيه دافعًا ليقوم بالعمل الذي اختاره على أكمل وجه.

2. نظرة الطالب لنفسه وفكرته عن الذكاء

بينت بعض الدراسات أن الطلاب الذين يعتقدون أن الذكاء قابل للتطوير والزيادة قادرون على تحسين مستواهم الدراسي أكثر من أولئك الذين يؤمنون أن الذكاء جامد غير قابل للتغير والتطوير، وهذا الأمر يعرقل الدافعية الداخلية لدى الطالب، فهو إن كان يؤمن أنه أقل ذكاء من غيره بسبب تلميحات أو تصريحات من الأهل والمعلمين والمقارنة المستمرة مع أقرانه من زملائه في الصف وأقربائه فهذا سيجعله يصاب بالإحباط ولا يجتهد في الدراسة لأن النتيجة كما يراها بجميع الأحوال لن تكون جيدة.

3. رفع مستوى الأهداف

وهذه عملية يجب أن تكون مدروسة من قبل المدرسين وواضعي المناهج التربوية، فإن وضع تمارين وأهداف قابلة للتحقيق ولكن صعبة المنال وتحتاج إلى بعض المجهود تولد لدى الطالب شعورًا بالتحدي والتحفيز القوي لتحقيقها، بالمقابل وضع أهداف غير قابلة للتحقيق لمجرد تعجيز الطالب وإثبات المدرس أنه هو الأعرف منه، فهذا يجعل الطالب يصاب بالإحباط ولا يفكر أو يبذل مجهودًا لحلها أو حفظها.
يمكن رؤية هذا جليًا في الألعاب الالكترونية حيث تجد المراحل صعبة ولكن يمكن تحقيقها عدا عن ذكر أمثلة لأشخاص فازوا بها وتجاوزوها مما يعزز ثقة اللاعب بأنه قادرعلى تجاوزها ويجعله يعيدها مرارًا وتكرارًا حتى يتجاوزها.

4. الإرجاعات السببية

الطريقة التي يُفسر بها التلميذ نجاحه أو فشله يؤثر كثيرًا في عملية تحفيزه وتفعيل الدافعية في داخله، فهو يمكن أن يعزو النتيجة إلى أسباب داخلية أو أسباب خارجية مثل: الذكاء والجهود المبذولة والطاقة الخاصة به كلها أسباب داخلية، لكن المدرس وطريقة شرحه وظروف الامتحان وأسئلته أسباب خارجية وغالبًا يلجأ الطالب إلى إرجاع فشله إلى الأسباب الخارجية لأنه غير قادر على تغييرها، بينما من يعزو نجاحه أو إخفاقه إلى أسباب داخلية فهذا يساعده على تغييرها ووضع رؤية للتحكم بها قدر المستطاع.
يمكن تلخيص ما سبق بالقول إن التلميذ الذي لديه دافعية داخلية هو أكثر وعيًا بفاعليته الذاتية، والتي تؤثر على:
الإرجاعات السببية: فأولئك الذين لديهم شعور مرتفع بالفاعلية الذاتية يرجعون أسباب النتائج مهما كانت إلى جهودهم وأمور متعلقة بهم ويعملون على تطويرها.
الأهداف والتطلعات: يملكون أهدافًا وتطلعات عالية ويؤمنون بقدرتهم على النجاح والحصول على أعلى النتائج.

دور المعلم في عملية الدافعية وتحفيزها لدى الطلاب

يُعتبر المدرس بالنسبة للطالب مرجع وجداني وليس علمي فقط، فالطفل ينتظر أن يقرأ نظرات الرضا والقبول في ما يقوم به، فالمعرفة بالنسبة له هي رغبة في الإتقان ورغبة في القبول.
لذلك يُعتبر حماس المدرس لما يتعلمه الطفل وينجزه، ونظرته للطفل على أنه شخص مبدع ذكي تلعب دورًا هامًا في نظرة الطفل لنفسه وبالتالي دافعيته نحو التعلم.
أيضًا إن نقص الدافعية لدى المدرس يمكن أن يقتل كليًا الدافعية لدى التلاميذ، كيف يمكن أن ترفع مستوى الدافعية عند الطالب في حين أن المدرس يتثاءب طيلة الدرس أو ينظر في ساعته أويجلس ويعطي التلاميذ واجبًا يكتبونه خلال الفصل بدلًا من مشاركتهم العملية التعليمية أو حين يصرخ عليهم ويُشعرهم أنهم عبء ثقيل عليه؟!
وهناك محور آخر هام في عملية تحفيز الطالب والتي يقوم بها المعلم من خلال شرح الدروس وإعطاء معنى لكل موضوع أو فصل يدرسونه، فالرياضيات مثلًا علم جامد يكرهه أغلب الطلاب لكن إضافة الحديث عن أصل نشوء هذه العلوم سيجعل الأمر أكثر حيوية وجذبًا للطلاب، فالكثيرون لا يعرفون أن علم الهندسة نشأ بين العلماء المصريين لدراسة فيضانات النيل ورسم قطع الأرض الخصبة بعد الفيضانات والتي تتغير باستمرار.

دور الطلاب فيما بينهم في عملية الدافعية

عملية التعلم تدور حول محاور عدة يكون الطلاب أحدها وجزءًا هامًا منها، إذا تحدثنا عن التعلم في الفصول أو التعلم الجماعي فإن التنافس أمر لا بد منه ضمن الفصل، وأحيانًا يكون لهذا التنافس بين الطلاب دور إيجابي في تعزيز الدافعية لديهم فكل منهم يريد أن يثبت أنه الأفضل وأنه الأذكى والأقدر على إحراز نتائج جيدة، مما يعزز رغبتهم في التعلم والحصول على درجات أعلى وهذا أمر جيد إذا ما استطاع المدرس ضبطه ضمن الحدود التي تجعل الدافعية فعالة بين الطلاب، أما إن تجاوز الأمر حده أو استخدم المدرس التنافس كوسيلة للتمييز بين الطلاب فهذا سينعكس سلبًا على الكثير منهم، لأنه كما ذكرنا سيجعل البعض يعتقد أنه غير قادر على الوصول لدرجة زميله أو أنه أقل ذكاء منه.
قد يعتقد البعض أن الدافعية هي أمر متعلق بالطالب نفسه فقط، لكن الحقيقة أنها عبارة عن خليط من مكونات عدة حاولنا أن نجملها في المقال، وهي أمر متشعب ومعقد لارتباطه بالدرجة الأولى بالنفس البشرية والتي مازالت عصية على الفهم تمامًا.

 

بقطرة دم واحدة.. اختبار جديد يكشف عن 20 نوعا من السرطان

 

واشنطن: قال باحثون أمريكيون، إنهم طوروا اختبار دم جديدا يمكنه الكشف عن 20 نوعا من مرض السرطان بدرجة عالية من الدقة تزيد عن 99%.

الدراسة أجراها باحثون بمعهد دانا فاربر للسرطان بالولايات المتحدة، وعرضوا نتائجها، في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي، الذي يعقد في الفترة من 27 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2019، بمدينة برشلونة الإسبانية.

وأوضح الباحثون أن الاختبار الجديد يستخدم تقنية التسلسل الجيني من الجيل التالي لفحص الحمض النووي، بحثا عن علامات كيميائية صغيرة تؤثر على ما إذا كانت الجينات نشطة أو غير نشطة.

وتمت تجربة الاختبار الجديد على 3553 عينة دم، بينها 1530 عينة مأخوذة من مرضى مصابين بالسرطان، وباقي العينات مأخوذة من أشخاص لم يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان وقت سحب الدم.

وتألفت عينات المرضى من أكثر من 20 نوعا من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، القولون والمستقيم، المريء، المرارة، المعدة، الرأس والعنق، الرئة، سرطان الدم الليمفاوي، سرطان المبيض، والبنكرياس.

ونجح الاختبار في الحصول على إشارة سرطان من عينات مريض السرطان، وحدد بشكل صحيح نسيج الورم من حيث بدأ السرطان فيما يعرف بـ”نسيج المنشأ”.

وبلغت نسبة دقة الاختبار 99.4%، وهذا يعني أن 0.6% فقط من النتائج تشير بشكل غير صحيح إلى أن السرطان كان موجودا.

ووجد الباحثون أن خصوصية الاختبار، تكمن في قدرته على تحديد النتيجة الإيجابية للإصابة بالسرطان فقط عندما يكون الورم موجودا بالفعل، وهذه الخصوصية كانت عالية، وكذلك قدرته على تحديد العضو المصاب فيما يعرف بـ”نسيج المنشأ”.

ووفقا للفريق، يبحث الاختبار الجديد عن الحمض النووي، الذي تراقبه الخلايا السرطانية في مجرى الدم عندما تموت.

وعلى عكس “الخزعات السائلة”، التي تكشف عن الطفرات الوراثية أو غيرها من التعديلات المرتبطة بالسرطان في الحمض النووي، تركز التقنية الجديدة للاختبار على تعديلات الحمض النووي المعروفة باسم “مجموعات الميثيل”.

و”مجموعات الميثيل” هي وحدات كيميائية يمكن ربطها بالحمض النووي، في عملية تسمى المثيلة، للتحكم في الجينات “التي تعمل” ومثيلاتها “المتوقفة”.

وتبين أن الكشف عن الأنماط غير الطبيعية لـ”مجموعات الميثيل” تشير في كثير من الحالات إلى الإصابة بالسرطان ونوعه، بصورة أكثر دقة من من الطفرات الوراثية، وهو ما يميز الاختبار الجديد عن غيره من الاختبارات المتاحة حاليا.

وقال الدكتور جيفري أوكسنارد، قائد فريق البحث: “نتائج الاختبار تكشف أن المقايسات القائمة على “مجموعات الميثيل” تتفوق على الطرق التقليدية لتسلسل الحمض النووي، للكشف عن أشكال متعددة من السرطان في عينات الدم”.

وأضاف: “تظهر نتائج الدراسة الجديدة أن الاختبار الجديد وسيلة مجدية لفحص الأشخاص بحثاً عن السرطان واكتشافه مبكرا، وهذا يمكن المرضى من الحصول على العلاج الفعال في وقت مبكر من الإصابة”.

وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن مرض السرطان، يعد أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنوياً.

وتتسبب سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وعنق الرحم في معظم الوفيات التي تحدث كل عام بسبب السرطان، وفق المنظمة. (الأناضول)

 

 

مليار شخص لا يملكون وثائق لإثبات هويتهم

 

وفقا لمجموعة البيانات العالمية لمبادرة “الهوية من أجل التنمية “لعام 2018 التي أطلقتها مجموعة البنك الدولي، هناك نحو مليار شخص حول العالم يواجهون تحديات في إثبات هويتهم. فهم يعانون الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحصول على التمويل بل حتى اقتناء هاتف محمول، وقد تفوتهم فرص اقتصادية مهمة مثل العمل بالقطاع الرسمي أو امتلاك منشأة أعمال مسجلة. وتتجاوز آثار “توفير هوية قانونية للجميع، بما في ذلك تسجيل المواليد” نطاق الحقوق والفرص الفردية، فالقدرة على التحقق من هوية كل فرد من السكان بصورة موثوق بها تعد بالغة الأهمية لتقوم البلدان بتقديم الخدمات بكفاءة وتدعيم قدرتها على تحصيل الإيرادات وتعزيز النمو في القطاع الخاص. وقد شارك أخيرا 1600 مندوب -مسؤولون حكوميون من 47 بلدا إفريقيا وشركاء التنمية والقطاع الخاص- في اجتماع حركة الهوية من أجل إفريقيا ID4Africa بالعاصمة النيجيرية أبوجا، وذلك للمساعدة في تسريع وتيرة إحراز تقدم في سد فجوة إثبات الهوية بالقارة، حيث يقطن أكثر من نصف مليار شخص “غير محسوبين”. إن توافر بيانات دقيقة عن هوية هؤلاء الأشخاص يعد ضروريا لجميع الأطراف المعنية لسد هذه الفجوة، خاصة “لعدم إغفال أحد”. في هذا العام، قدمت السلطات في أكثر من 40 بلدا بيانات مباشرة عن تغطية بطاقات الهوية الأساسية، وهو رقم قياسي. وباستخدام مجموعة من الأرقام المسجلة ذاتيا من جانب السلطات الوطنية وتسجيل المواليد وغيرها من البيانات غير المباشرة، تشير مجموعة البيانات العالمية لمبادرة “الهوية من أجل التنمية” لعام 2018 إلى أن هناك ما يصل إلى مليار شخص يعانون إثبات هويتهم. وأظهرت هذه البيانات أيضا أن من بين المليار هؤلاء الأشخاص الذين لا يمتلكون وثائق رسمية لإثبات هويتهم: – 81 في المائة يعيشون في منطقتي إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا، ما يشير إلى ضرورة زيادة بذل الجهود في هاتين المنطقتين. – 47 في المائة دون السن الوطني لتحديد الهوية في بلدانهم، ما يبرز أهمية تدعيم جهود تسجيل المواليد وتحديد هوية فريدة مدى الحياة. – 63 في المائة يعيشون في الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، فيما يعيش 28 في المائة في البلدان منخفضة الدخل، ما يؤكد أن عدم وجود بطاقات هوية يمثل شاغلا رئيسا بالنسبة للفقراء على مستوى العالم. وتعزى التغييرات في التقديرات العالمية عن أرقام السنوات السابقة إلى تحسين مصادر البيانات وتحسن المنهجية المستخدمة إضافة إلى إحراز تقدم نحو سد هذه الفجوة. إن البيانات الاستقصائية المشتركة لمبادرة “الهوية من أجل التنمية” والمؤشر العالمي للشمول المالي توضح أن الفجوات في تغطية بطاقات الهوية هي الأكبر في البلدان منخفضة الدخل، مع تعرُّض النساء وأفقر 40 في المائة من السكان لخطر الإهمال بدرجة أكبر. لتعزيز فهم من هم الأشخاص غير الموثقة هويتهم والعقبات التي يواجهونها، قامت مبادرة “الهوية من أجل التنمية”، بالاشتراك مع المؤشر العالمي للشمول المالي لعام 2017، لأول مرة هذا العام بجمع بيانات استقصائية ممثلة وطنيا من 99 بلدا عن تغطية بطاقات الهوية الأساسية واستخدامها والعقبات أمام استخراجها. وتشير النتائج الأولية إلى أن سكان البلدان منخفضة الدخل، لاسيما النساء وأفقر 40 في المائة منهم، هم الأشد تضررا من عدم وجود بطاقات هوية. وتؤكد البيانات الاستقصائية “وإن كانت محدودة في نطاق تغطيتها حيث تقتصر على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما فأكثر” أن الفجوة في التغطية هي الأكبر في البلدان منخفضة الدخل، حيث لا يمتلك 38 في المائة ممن شملهم الاستقصاء بطاقات هوية أساسية. وعلى مستوى المناطق، يظهر أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء توجد بها الفجوة الأكبر، فواحد من بين كل ثلاثة أشخاص تقريبا في البلدان المشمولة بالاستقصاء لا يمتلك بطاقة هوية أساسية. رغم أن الفجوات العالمية بين الجنسين في تغطية بطاقات الهوية الأساسية صغيرة نسبيا، فإن هناك فجوة كبيرة بينهما في نسبة السكان غير المسجلين في البلدان منخفضة الدخل، إذ لا يملك أكثر من 45 في المائة من النساء بطاقات هوية أساسية مقابل 30 في المائة من الرجال فالبلدان التي بها أكبر الفجوات بين الجنسين في تغطية بطاقات الهوية الأساسية هي عادة التي توجد بها عقبات قانونية أمام حصول النساء على وثائق إثبات الهوية. فعلى سبيل المثال، في أفغانستان وبنين وباكستان -جميع البلدان التي تزيد نسبة الفجوة بين الجنسين فيها على 15 نقطة مئوية- لا يمكن للمرأة المتزوجة التقدم بطلب للحصول على بطاقة هوية وطنية بالطريقة نفسها التي يتبعها الرجل المتزوج. ويتأثر الفقراء أكثر من غيرهم بعدم وجود بطاقات هوية، حيث يظهر أن البلدان منخفضة الدخل توجد بها أكبر الفجوات القائمة على أساس مستوى الدخل. وفي مختلف البلدان منخفضة الدخل التي شملها الاستقصاء، لا يملك 45 في المائة ممن هم بين خمس السكان الأشد فقرا بطاقات هوية وطنية؛ فيما يهبط هذا الرقم إلى 28 في المائة فقط بالنسبة لخمس السكان الأكثر ثراء. وتتمثل إحدى العقبات الرئيسة أمام الفقراء في ارتفاع رسوم استخراج بطاقات الهوية في عديد من البلدان إضافة إلى تكلفة استصدار المستندات الثبوتية المطلوبة.

أخطاء : أين الخلل

النزر

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابه المنتجبين وعلى كل من اتبع هديه الى يوم الدين

 

 

اصبح في يومنا هذا النزاع والمحاباة والتعلق بالطائفية شيء فاق القدرة على التحمل وهذا لايختص ببلد معين بل نجد هذه الامور في اكثر من بلد اسلامي وهذا مما يؤسف له كيف لمن يشهد بلا اله الا الله ومحمد رسول الله ويعلم عقوبة الظلم والقسوة ان يسمح لنفسه/ـها ان يتمادى في افعال مشينة لاتقرها جميع الديانات بل حتى لمن ليس له دين او اعتقاد بل تحكمه الاخلاق الانسانية , كيف لامور مشينة ان تطبق ويستسيغها البعض والبعض الاخر ربما يباركها بل يجعلها امر مستحبا من باب الموالاة والبراءة لابد ان يكون هناك خلل ما

 

الكراهية والحسد والظلم باانواعه وطرقه امر غير مقبول لكل صاحب عقل مستنير او لكل انسان حر لايحمل في قلبه الا المحبة والاحترام للبشر عامة بغض النظر عن الجنس او اللون او الديانة .

 

والسؤال هل فشل التربويون او المعلمون والمعلمات والمسئولين ورجالات الدين في كبح جماح هذه العادات السيئة

هل فشل الاباء والامهات في تربية ابنائهم وزرع الحب والمودة والاحترام للاخرين

هل للمناهج الدراسية في بلد ما دور في هذا التوجه او ذاك

هل فشل وجهاء مجتمع ما في ترسيخ العادات الجيدة وكسر العادات السيئة

اين علماء الدين واين الدراسات البحثية التي من المفترض ان تقوم باعداد دراسات لتصحيح مسار تلك الاخطاء

 

نحن نفتخر كمسلمين بما انجز في عهد قديم من اهل بيت النبوة او من صحابة كرام او من تابعين او علماء سابقين  ولكن ماذا انجزنا نحن في الخمسين سنة الماضية

لماذا اغلبية الغرب لايحمل ضغينة لشخص اخر يختلف معه في الاعتقاد او التوجه

لماذا هناك قوانين تجرم الانتهاكات او التمييز ولانجد لدينا نحن المسلمين في بعض الدول قوانين مفعلة لذلك

 

نحن حتى في البلد الواحد والمجتمع الواحد لدينا طبقية في هذا لايصح ان يتزوج من تلك او العكس , وكل يدعي بانه الافضل والاحسن

 

حتى في وظائف الدولة تجد اناس لايردعهم شيء في سرقة اموال الدولة من خلال مناصبهم او استغلال مناصبهم وكأن المال مباح وليس ملكا للدولة والشعب

لانجد الحس في الحفاظ على امكان عملت من اجل المواطنين بل نجد فئة بطريقة ما تتلذ في التخريب المتعمد , اي منطق هذا

 

علما بان كنسبة وتناسب بين عقود مضت وماعليه اليوم عدد المتعلمين واصحاب الشهادات العالية اكبر بكثير مما كان عليه قبل خمسون او مائة عام

وحتى التمسك بالدين او المتدينين هم اكثر , اذا اين الخلل

 

لدينا محطات تلفاز لاهم لها الا بث الفتنة والتفرقة ومن جميع المذاهب سنية وشيعية وغيرهم الا نسأل اين الخلل وكيف لنا ان نوقف هؤلاء المفتنين عند حدهم والقول بكلمة حق كفى لقد اهلكتونا ببثكم الفتنة والتفرقة كفاكم زيادة في جراح الامة فلسنا محتاجين الى تدميركم فوق مانعاني في مجتمعاتنا وبلداننا

 

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يسب ويشتم ويلعن باسم الدين

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يريد التحكم باابناءه باسم الدين

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يعادي هذا او ذاك باسم الدين

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يسرق ويخرب ويدمر ويحتال ولايجد في ذلك اية ملامة او ضمير ينهاه

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يريد فقط الشهرة والوجاهة على حساب امور اكثر اهمية

من المؤسف بأن يوجد بيننا من همه تدمير كل شيء حتى لو كان بلده وممتلكات البلد

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يرتاح اذا وجد ابناء البلد الواحد يتناحرون

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يدعم ويوالي من لهم اطماع او توحهات في التدمير والألغاء والتفرقة

من المؤسف بأن يوجد بيننا من لايرحم صغيرا او كبيرا او مظلوما وكأن الامر لايعنيه

من المؤسف بأن يوجد بيننا اناس محسبون على الطبقة المثقفة وهم من الداخل اقرب الى اخلاق الارهابين من اخلاق المعتدلين

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يتكبر بسبب مااعطاه الله سبحانه من نعم على اناس حرموا نفس الفرص التي اعطيت له

من المؤسف بأن يوجد بيننا من يبحث عن اي فتنة والمساهمة في اشعالها لكي يرتاح ويحس بالرضا داخل نفسه

من المؤسف بأن يوجد بيننا اناس درسوا وتعلموا وبمستويات علمية مرموقة ولكن لم تتغير انفسهم المريضة

 

في الختام هذا لايعني ان مجتمعنا وبلادنا ليس فيه اناس تعجز بل تقف لهم احتراما لصفاتهم الحميدة واخلاقهم العالية ومساهماتهم الفعالة في المجتمع

نسأل الله سبحانه أن يحفظنا جميعا من كل سوء وأن تتغير الاحوال الى احسن واحسن انه قادر كريم.

 

وختاما نتمنى على الاخصائيين الاجتماعيين وعلماء النفس ان يعملوا البحوث والدراسات ونشرها لكي تساهم في الحد من الانحدار لمجتمعاتنا نحن نطمع ان نصبح افضل وهذا لن يحدث اذا التزم الوجهاء والعلماء والمعلمين والمعلمات وجميع التربويون والمسئولين بالصمت ولا مبالة

 

نحن بحاجة الى كل مخلص ومخلصة ان يتفاعلوا مع مشكلات المجتمع وان تركز المحاضارات على الحب والاخلاق

نحن بحاجة ان نقول ونقف بالمرصاد اتجاه المفتنين ومن له اجندات خارجية لضربنا من الداخل

نحن بحاجة ان نكشف ونضع اصابعنا على مكان الالم ومن ثم نعالجه

نحن بحاجة الى التطوير والابداع والتميز

نحن بحاجة الى كل مخلص ومخلصة بان نضع ايدينا بايديهم ونشجعهم على عمل المزيد والمزيد في تطور مجتمعاتنا

 

دمتم جميعا برعاية الله

 

حسين عبدالعزيز النزر بوعبدالعزيز

 

توطين الصناعة وتقنياتها


في هذه الأيام أصبحت التقنية هي المحرك الرئيس للحضارة الحديثة في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية والإعلامية والتعليمية والصحية والنقل والمواصلات والاتصالات وتحلية المياه وتوفيرها، ناهيك عن دخولها في كافة الخدمات الأخرى، بل إنها أصبحت أهم مصدر من مصادر الدخل، ولهذا أصبحت الدول المختلفة تتنافس في مجال توطين التقنية سواء كان في مجال إعداد الكوادر البشرية القادرة على تخليقها والتعامل معها وتصنيعها ورفع كفاءتها من خلال الابتكار والبحث والتطوير، وهذا ما مكن بعض الدول التي لا تملك ثروات طبيعية مثل اليابان وتايوان وغيرها من الإمساك بزمام التقنية والاعتماد عليها في مجال الدخل القومي.

وهذا هو مربط الفرس الذي يجب أن ننطلق منه لتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على عوائد البترول كمصدر وحيد للدخل، وإذا أخذنا الصناعة الوطنية القائمة نجد أنها قطعت شوطاً لا بأس فيه، إلا أن أهم معوقاتها يتمثل في استيراد المواد الخام التي يتم تصنيعها من الخارج فيما عدا الصناعات البتروكيميائية، ليس هذا وحسب؛ بل إن المصانع نفسها وقطع غيارها وكذلك المواد الحافزة وغيرها أيضاً يتم استيرادها، مما يعني أن تلك الصناعة يمكن أن تتوقف في حال الظروف الاستثنائية. ولهذا فإن الاهتمام بالأمن الصناعي (حماية الصناعة من الاعتماد على الخارج) يجب أن نوليه عناية قصوى أسوة بالأمن المائي والغذائي والعسكري والأمني لأن حركة الحياة تعتمد على منتجات تلك الصناعات.

نعم الأمن الوطني يتطلب أن نكون ذوي قدرة على الاكتفاء الذاتي في المجالات الصناعية والزراعية والمائية والغذائية خصوصاً في ضوء عدم الاستقرار الذي أصبح سمة عالم اليوم في ضوء التنافس الشرس على مناطق الوفرة واستخدام سلاح المقاطعة والحصار بديلاً للحروب المباشرة أو مقدمة لها.

ولعل من أهم مقومات الأمن الصناعي وجود شركات صناعية متكاملة بحيث إن بعضها ينتج المواد الخام والأخرى تحول المواد الخام إلى مواد أولية قابلة للتصنيع، والثالثة قادرة على تحويل المواد الأولية إلى منتجات نهائية، والجدير بالذكر أن كل منتج من تلك المنتجات الثلاثة له أسواقه وطالبوه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. ولذلك فإن أكبر مهمة يجب أن نضطلع بها تتمثل في توفير الكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على الابتكار والبحث والتطوير لكي نستطيع من خلالها خفض التكلفة وجعل الصناعة الوطنية وتقنياتها منافسة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

إن الاستمرار في استيراد المصانع واستيراد المواد والاعتماد على الخبرة الأجنبية في تركيبها وتشغيلها وصيانتها يجعل تلك الصناعات في مهب الريح تتوقف عند أول عاصف؛ لهذا فإن الأمن الصناعي يجب أن يكون من أولوياتنا حتى يمكن الاعتماد على إيرادات تلك الصناعة كأحد مصادر الدخل الواعدة. ولعل صناعة التعدين تعتبر من أهم مصادر الدخل الواعدة خصوصاً أن بلادنا تحتوي على ثروات معدنية ضخمة، وتعتبر بكراً في هذا المجال، ولهذا فإن تشجيع وتسريع هذا التوجه الذي تبنته رؤية 2030 يعتبر أحد مفاتيح تعدد مصادر الدخل الذي تسعى تلك الرؤية المباركة جاهدة إلى تحقيقه.

مترجم: 8 طرق لتقرأ كتبًا أكثر هذا العام

8 ways to read books -01

نشر موقع «هارفارد بزنس ريفيو» مقالًا كتبه «نيل باس ريتشا» يعرض لك ثمانية طرق ستساعدك في زيادة معدل قراءتك. ولعلك تحتاج الإجابة على هذا السؤال أولًا: كم كتابًا تقرأ في العام؟

يقول «نيل» إنه منذ البلوغ كان يقرأ تقريبًا خمسة كتب سنويًّا، وذلك في أفضل حالاته. فقد كان يقرأ كتابين في الإجازة السنوية، كما كانت تقبع عدة كتب على الطاولة بجوار سريره طوال شهور.

إلا أنه تفوق على نفسه، وفوجئ أنه أنهى العام الماضي قراءة 50 كتابًا؛ فكان ذلك دافعًا له ليزيد معدل قراءته ليصل إلى 100 كتاب.

فماذا عن شعوره بعد هذا الكم من الكتب؟ يقول إنه لم يشعر مطلقًا طوال حياته بهذا القدر من الحيوية والإبداع في جميع نواحي حياته، يشعر أنه كشخص صار أكثر تشويقًا، وصار أبًا أفضل، كما تحسنت كتاباته بشكل غير مسبوق.

إلا أنه ندم أنه لم يبدأ بذلك مبكرًا في حياته، لماذا انتظر «نيل» 20 عامًا؟

حسنًا، يقول إن عالمنا اليوم مصممٌ لنمط القراءة السريعة «الكاشطة»، وليس القراءة المتعمقة، لذا تطلب الأمر منه بعض الوقت لتحديد التغيرات بعينها التي زادت من معدل قراءته بتلك السرعة الصاروخية. ويضيف أن أيًّا من التغيرات لم تكن لها علاقة بمعدل سرعة قراءته، فهو في الحقيقية قارئ بطيء إلى حد ما.

ثم يعرض مجموعة من النصائح لتعرف كيف تُأقلِم قراءتك مع حياتك اعتمادًا على السلوكيات التي غيّرها:

 

اجعل القراءة في بيتك «متمركزة»

 

8 ways to read books -02

 

في عام 1998، أدى «روي باوميستر» وزملاؤه تجربتهم الشهيرة بعنوان «كعكة رقائق الشوكولاتة والفجل»، إذ قَسَّموا الأشخاص عناصر الدراسة إلى مجموعاتٍ، وطلبوا منهم ألا يأكلوا أي شيء خلال الثلاث ساعات قبل التجربة. أعطوا المجموعة الأولى كعكة رقائق الشوكولاتة والفجل، لكن غير مسموح لهم بتناول الكعكة، إنما الفجل فقط. وأعطوا المجموعة الثانية أيضًا كعكة رقائق الشوكولاتة والفجل بحيث يمكنهم تناول أي شيء أرادوه. بينما المجموعة الثالثة لم تعطَ أي أكل على الإطلاق، وبعد ذلك قدم العلماء القائمون على التجربة للمجموعات الثلاثة أحد الألغاز التي من المستحيل حلها، وذلك لمعرفة إلى أي مدى سيستمرون. لم يكن مثيرًا للدهشة أن المجموعة الأولى التي استنفذت جُل طاقتها في محاولة البقاء بعيدًا عن كعكة رقائق الشوكولاتة، استسلمت أولاً.

فما علاقة ذلك بالقراءة؟

فلتفكر قليلاً في وضعك جهاز التلفاز في الصالة الرئيسية بالمنزل، وهو في تلك الحالة يشبه طبق كعكة رقائق الشوكولاتة، إذ تغويك العديد من المغريات التليفزيونية، مما يقلل قوة إرادتك للتعامل مع الكتب.

لذا يرجوك بإجراء تعديل فتضع جهاز التلفاز بعيدًا قليلًا، على أن تثبت مكانه رف كتب على الحائط يكون من اختيارك.

ويروي في ذلك تجربته الشخصية، فقد نقل العام الماضي جهاز التلفزيون الوحيد في منزله إلى الدور التحتي المظلم، وبدلاً منه وضع بالتعاون مع زوجته رفًا للكتب مكانه بجوار الباب الرئيسي للمنزل. يقول إنهم صاروا الآن يمرون بجوار الكتب، يلمسونها عشرات المرات خلال اليوم الواحد، بينما يقبع التليفزيون في سبات عميق في الدور التحتي، لا يتذكره أحد إلا في أوقات بث الموسم الجديد من مسلسلهم المفضل.

 

أعلن التزامك على الملأ

 

8 ways to read books -03

في كتابه المؤثر بعنوان «التأثير: علم نفس الاقناع»، يشارك «روبرت سيالديني» دراسة في علم النفس تظهر أنه بمجرد أن يضع الناس رهاناتهم في حلبة السباق، يكونون واثقين أكثر في فرص فوز أحصنتهم، أكثر من لحظات ما قبل وضع الرهان، ويفسر ذلك بأن الالتزام هو أحد الأسلحة الستة للتأثير الاجتماعي.

لذا.. لماذا لا نفكر في أنفسنا مثل تفكيرنا في أحصنة السباق؟

يقول «نيل» ضع الرهان على القراءة، بفتح حساب على جودريدز أو ريكو، وقم بدعوة عدد من أصدقائك أو زملائك في العمل، وقم بتحديث حسابك كل مرة تقرأ كتابًا، أو قم بتجميع قائمة بريد إلكتروني ترسل عليها استعراضاتك ونقدك للكتب التي قرأتها. ويقول إنه يفعل ذلك كل شهر من خلال نادي الكتاب الخاص به على البريد الإلكتروني.

يذكر أنه سرق هذه الفكرة من الكاتب «رايان هوليداي» الذي حقق كتابه أعلى المبيعات، والذي يمتلك قائمة كتب للقراءة رائعة.

 

جد قوائم جديدة للقراءة موثوقة ومنسقة

8 ways to read books -04

 

تعرض صناعة النشر أكثر من 5000 كتاب سنويًّا، هل لديك الوقت لتتنقل بين 1000 كتاب أسبوعيًّا؟

بالطبع لا يقدر أحد على ذلك، لذلك نستعين بالوكلاء، مثل استعراضات الكتب على موقع أمازون. لكن هل يجب علينا الحصول على قوائم القراءة من موزعي الكتب؟

يقول «نيل» إنك إذا كنت تشبهه، وتحب حائط «المختارات» في المكتبات المستقلة، إذ لا يوجد ما هو أمتع من اقتناء الكتاب المفضل لدى شخصٍ ما.

وهكذا، فإن إيجاد عدد قليل من القوائم الموثوقة والمنسقة بشكل بسيط كالقوائم البريدية التي ذكرها من قبل، المصحوبة بقليل من التمحيص، يمكنها أن تساعدك في العثور على قائمة تتماشى تمامًا مع أذواقك. ويذكر بعض القوائم التي يفضلها شخصيًّا: قائمة بيل جيتس، وديريك شيفرز، وقائمة تيم فيريس، إذ جمع العديد من التوصيات من ضيوف التدوين الصوتي.

تغيير عقليتك بشأن التراجع أو الاستسلام

 

8 ways to read books -05

 

أن تُقلِعَ عن قراءة كتاب وينتابك شعور سيء هي نقرة، لكن أن تقلع عن قراءة كتاب شاعرًا بالفخر نقرة أخرى. كل ما عليك فعله هو أن تغير عقليتك. كل ما عليك فعله هو أن تقول: «أووف! أخيرًا تركت تلك العثرة لافساح المجال للجوهرة التي سأقرأها تاليًا». ولعل أحد المقالات التي تساعدك في الوصول لتلك العقلية مقال لـ«تيم أوربان» بعنوان «ذا تيل إند»، والذي يرسم صورة صادمة عن عدد الكتب التي ما زالت أمامك لتقرأها طوال حياتك.

وبمجرد أن تستوعب العدد، ستود لو تمحو العثرات والحُجُب، كي تصل لواحة القراءات التي تستهويك فعلًا.

فمقابل كل كتاب أنهى «نيل» قراءته، تخلى عن حوالي 3 أو 4 كتب قبله. فهو يقرأ أولاً، أول خمس صفحات قبل شراء الكتاب، يحاول من خلالها اختبار نبرته وسلاسته ولغته، ثم يقرر أن يتركه إذا ما شعر بالحاجة للتوقف في منتصف تلك الصفحات.

صم عن الأخبار.. ووجه أموالك للقراءة الحقيقية

 

8 ways to read books -06

يقول «نيل» إنه قام بتسجيل اشتراك في جريدة نيويورك تايمز وخمس مجلات أخرى، ويقوم بتحديث الاشتراكات دائمًا، كما رغب دائمًا في الحصول على بريد إخباري جديد على البريد الإلكتروني، لكن بعد عودته من رحلة إجازة طويلة، انغمس فيها مع الكتب، بدأ يدرك أن طبيعة ذلك النوع من القراءة المختصرة القصيرة كانت تمنعه من القراءة العميقة، لذا ألغى جميع تلك الاشتراكات.

فماذا فعله إلغاء هذا الكم الخبري من المدخلات إلى عقله غير إفراغ جزء من عقله؟

يقول «نيل» إن إلغاء الاشتراكات وَفَّر له أكثر من 500$ سنويًّا. أي ما يعادل 50 كتابًا للعام الواحد.

لربما عليك أن تسأل نفسك: بعد عشرين عامًا من الآن، ماذا تفضل أكثر أن تمتلك مجموعات من كتب قرأتها وتعلمت منها، أم دزينات من أوراق الصحف القديمة!

ضاعِف معدل استفادتك من القراءة ثلاثًا

 

8 ways to read books -07

 

درك «نيل» أنه على مدى سنوات طويلة أعتقد أن مكتبته الخاصة لم تكن سوى قطعة فنية تتناغم وسط المزهريات! أما الآن يعتبرها كائنًا ديناميكيًّا دائم التحرك والتغير. إذ صار بإمكانه إضافة ما يقرب من خمسة كتب جديدة إلى المكتبة في غضون أسبوع واحد، والتخلص من ثلاثة أو أربعة كتب.
يقول إنه يأتي بالكتب أحيانًا عن طريق مكتبات الاستعارة في الحي الذي يسكن فيه، أو من محل رائع لبيع الكتب المستعملة، أو من المكتبات المستقلة، أو حتى السلاسل، أو بالطبع من خلال منافذ البيع عن طريق الإنترنت.

بينما عملية خروج الكتب من أرفف مكتبته يكون عن طريق تمريرها لأصدقائه، أو بيعها لمحلات الكتب المستعملة، أو تركهم في المكتبة العامة للاستعارة، تلك الحركة الديناميكية تعني أنه دائم التردد على مكتبته، وليس فقط المرور بجانبها. وبفضل ذلك صار يقرأ أكثر.

 

اقرأ الكتب الورقية

 

8 ways to read books -08

 

ربما تتعجب لماذا لا تقرأ ببساطة الكتب الإلكترونية على هاتفك الذكي، موفرًا الوقت والجهد المطلوب في الإتيان بكتب والتخلص من غيرها كما ذكر سابقًا! ففي عالم صار كل شيء رقميًّا: الأفلام والفيديو ومجموعات الصور الفوتوغرافية، هناك شيء أساسي يتعلق بامتلاك مجموعة كتب ورقية تنمو ديناميكيًّا في منزلك؛ إذا أردت أن تتعمق، ربما من الجيد أن يكون لديك تمثيل متجسد للتطور والتغير في عقلك بينما تقرأ. فضلًا عن أن معظمنا ينظر إلى الشاشات طوال اليوم، لذا قد يكون البعد عن الشاشات والنظر إلى كتاب حقيقي ورقي في يديك تغييرًا.

 

أعد تطبيق قاعدة الـ10000 خطوة

 

8 ways to read books -09

ذات مرة أخبره صديق قصة لطالما علقت في ذاكرته. يقول إن «ستيفن كينج» نصح الناس بأن يقرأوا حوالي خمس ساعات يوميًّا، وأضاف: «ليس ذلك إلا هراء. فمن الذي يستطيع قراءة خمس ساعات يوميًّا؟» وبعد سنوات، أثناء قضاء عطلته في ماين بصحبة صديقته، كان ذاك الصديق ينتظر دوره في طابور السينما، ولحسن حظه كان في الطابور أمامه «ستيفن كينج» واقفًا يقرأ كتابًا، حتى إنه عندما انتهى الفيلم وأنارت القاعة، سحب كتابه وبدأ يقرأ، حتى أثناء خروجه من القاعة. ربما لم يتحقق الكاتب من صحة هذه الحادثة من «ستيفن كينج» نفسه، إلا أن الشاهد منها أنك يمكنك القراءة أكثر؛ هناك دقائق مخفية مهدرة في ثنايا اليوم الواحد، والتي إجمالًا تساوي دقائق كثيرة، اغتنمها.

بطريقة أو أخرى، يشبه الأمر قاعدة الـ10000 خطوة، كأن تمشي حول السوق، وأن تركن سيارتك في آخر موقف السيارات، وأن تطارد ابنك في المنزل، وفجأة تجد نفسك بلغت الـ10000 خطوة.

وبالمثل القراءة، من قبل كان «نيل» يقرأ خمسة كتب على مدار العام، في أوقات العطلات.

بينما الآن يقرأ طوال الوقت، بضع صفحات هنا وأخرى هناك، يحتفظ دائمًا بكتاب في حقيبته، في الأغلب يقرأ الكتب الواقعية البعيدة عن الخيال في الصباح عندما يكون عقله متيقظًا في حالة استعداد للتعلم، ويحتفظ بالخيال قبل النوم، عندما يتلهف عقله للفرار من الواقع، كما حرص على إنهاء بضع صفات خلال اليوم.

 

مواجهة «الإسلاموفوبيا» في فرنسا

مواجهة «الإسلاموفوبيا» في فرنسا

islamophobia

تأليف: إيدوي بلينال

في بداية القرن الحادي والعشرين، كان كبار المفكرين الفرنسيين يدعون أن «هناك مشكلة مع الإسلام في فرنسا»، وبالتالي كان هذا الأمر يضفي الشرعية على خطاب «الجبهة الوطنية» العنصرية، وقد تعززت مثل هذه الإدعاءات مع ردة الفعل إزاء الهجمات الإرهابية في باريس في العامين الأخيرين، التي جاءت لتمثل «إحساساً مشتركاً» جديداً في المشهد السياسي، وشهدنا منطقاً مشابهاً يظهر في الولايات المتحدة وأوروبا بشكل عام.
يقف الكاتب الفرنسي إيدوي بلينال في هذا العمل بعنوان «لأجل المسلمين: الإسلاموفوبيا في فرنسا» إلى جانب مواطنيه الفرنسيين المسلمين، في وجه أولئك الذين يجعلونهم كبش فداء، لخدمة أهدافهم السياسية، ويوضح كيف أن «الأصولية الجمهورية والعلمانية» أصبحت قناعاً لإخفاء شكل جديد من ضراوة الإسلاموفوبيا. وهو هنا لا يتضامن فقط مع المسلمين، بل يدافع بشكل مستميت عن تاريخهم في تراث النضال التحرري لفرنسا، تماماً كما كتب من قبل زولا مدافعاً عن اليهود، وسارتر في الدفاع عن السود.

يحاول الكاتب الفرنسي إيدوي بلينال في عمله هذا، أن يتطرق إلى ظاهرة تنامي الكراهية تجاه المسلمين في فرنسا، ومناقشة عدد من المفكرين الذين يروجون للأفكار التي تزيد من الهوة في المجتمع الفرنسي، من خلال تقديم نماذج مسلمة ساهمت في المجتمع الفرنسي بفعالية.
ويأتي الكتاب في 94 صفحة من القطع المتوسط، ترجمه من الفرنسية إلى الإنجليزية ديفيد فيرنباج لصالح دار «فيرسو» الأمريكية للنشر، وقد نشر الكاتب عمله هذا في 2014، إلا أنه رجع وحدّثه في 2016، بعد تصاعد اليمين المتطرف الذي يصعّد من حملاته ضد المسلمين في فرنسا. ويهدي عمله إلى الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران (95 عاماً)، الذي أنار الطريق على حد تعبيره، وينقسم الكتاب إلى مقدمة بعنوان «ضد الكراهية»، ملحقة بعشرة أقسام على شكل مقالات مطولة، يتحدث فيها عن القضايا المتعلقة بالإسلاموفوبيا في فرنسا، وألحق العمل برسالتين إحداهما إلى فرنسا والثانية بعنوان لافت هو «الخوف عدوّنا».

في وجه الكراهية

تحت هذا العنوان يبدأ الكاتب عمله، ويحاول أن يوجّه إنذاراً إلى الشعب الفرنسي بضرورة عدم الغرق في مسألة تعميم الكراهية تجاه المسلمين، لأن بضعة متطرفين قاموا بعمليات إرهابية لا يمثلون الدين الإسلامي، على مبدأ «الإرهاب لا دين له»، ويذكرهم بضرورة التمييز بين الإرهابيين وأي جماعة دينية قائلاً: «لم تنتشر فقط الأفعال الإسلاموفوبية في أعقاب هجمات باريس 2015، بل انتشر التحامل عليهم، حيث تم اختزال الأمر فيهم على الرغم من تنوعهم العميق، واستغل اليمين المتطرف في فرنسا هذا الأمر، وعمل على تنميته في الأوساط العامة، ليستقطب مزيداً من الأصوات لأجل تمرير أجندته، وفرض هيمنته على الساحة الانتخابية».
ويضيف أنه في العديد من المواقف المختلفة لدى العديد من الوجوه، من ماريان لوبان إلى دونالد ترامب، الإسلاموفوبيا اليوم تنجز الوظيفة الثقافية التي كانت موجهة ضد السامية في الأمس، وهي باتت الأزمة الأخيرة للحداثة الغربية التي تسعى إلى فرض الهيمنة الإيديولوجية لهوية قومية قائمة على الإقصاء والرفض، وعدم التسامح مع الأقليات.
وبالقيام بهذا التأسيس، وتغذية التحامل ضدهم، وترويج أن «العدو في الداخل»، ولا يمكن استيعابه، فهو أجنبي، فاسد، يقوم بالتهديد وغيرها من المسميات، يمكن أن تصبح البلاد بالإجبار في هوية واحدة، بالتالي أي تعريف لها ودفاع عنها يكون من النظام الأعلى، والذي بدوره يمنع نشوء أي تحد للنظام المتأسس.

انتهازية اليمين الفرنسي

ينتقد الكاتب سياسات اليمين المتطرف في فرنسا، ويجد أنه منذ العقود الأخيرة، وهو يحاول استقطاب الجماهير من خلال تضخيم تهديد الأجانب والمهاجرين، ويجده يتغذى على العنصرية، وبثها، ويرى أن هؤلاء السياسيين من اليمين ركزوا على الخلاص قصير المدى، من دون أن يعيروا أي اهتمام بما يحدث من تشويه لصورة مواطنيهم المسلمين أو الذين ينحدرون من دول إسلامية، ويعتبر أن ما يطرحه في كتابه هذا بمثابة صرخة تحذير إلى اليمين واليسار، من أجل أن يتوحدوا لإحباط الكارثة القادمة، وهو ما لم يجده في 2015، بعد أحداث «شارلي إيبدو»، حيث أحكمت سياسة الخوف قبضتها على المجتمع، وزادت شيطنة الآخر، ما تركت آثاراً في العمل والحياة الاجتماعية، وباتت البلاد في حالة من الطوارئ الدائمة، ولم يختلف الأمر عند اليسار تحت قيادة فرانسوا هولاند ومع اليمين تحت قيادة نيكولا ساركوزي، حيث اللجوء إلى تجريد القومية الفرنسية واستخدامها كسلاح للتطهير القومي، مؤكداً أن التوظيف السياسي كان في أعلى مستوياته.
ويذكر أنه من خلال الإصرار على أن «فرنسا في حالة حرب»، بات الأمر بمثابة مسلّمة لا تحتاج إلى توضيح، والرئيس الفرنسي وقائد القوات المسلحة الفرنسية اتخذا بشكل دقيق خيارهما في 16 نوفمبر 2015، قبل لقاء البرلمانيين في فيرساي. ويشير إلى أن خطاب الرئيس الفرنسي ركز بشكل شامل على القضايا الأمنية، لكنه كان متهوراً، إذ غض النظر عن الأسباب، وبالتالي تجاهل الماضي، وكان لا يرى الحلول، ولا رؤية عن المستقبل. وجهة النظر الوحيدة التي طرحها هي الحرب المباشرة، ليست تلك التي على مسافات طويلة من البلاد، بل على الذين في المتناول، معلقاً «أن نكون من دون ذاكرة، فهذه نهاية ميتة». ويرى أن خوض الحرب المفتوحة مع تجاهل السياقات والأصول التي شكلت التهديد، هي استجابة قصيرة النظر وسوف تفشل في القريب.
ويعزو الكاتب ما يحصل إلى أن «الحدث العنيف الذي لم يسبق له مثيل، والذي بث فينا الرعب، الموجّه ضد مجتمع منفتح ومتنوع، كان ثمرة عقود من الأخطاء الاستراتيجية، من حروب أفغانستان والعراق إلى التسويات مع الأنظمة الديكتاتورية، من دون أن ننسى سوء التعامل مع القضية الفلسطينية».

جسور السلام

يسعى الكاتب من وراء مناقشاته مع مفكرين وكتّاب في الوسط الفرنسي واستشهاداته المتعددة بأقوال آخرين إلى الدفع لبناء جسور من السلام بين أبناء المجتمع، وعدم تدمير كل الروابط بينهم، ويستشهد بالقائد الاشتراكي الفرنسي جان جوريس الذي كان يعارض دخول بلاده الحرب العالمية الأولى، وكان يشتهر بمواقفه السلمية، حيث كان همّه تأمين المستقبل، فكان يمضي في آرائه بشكل علني، وقد اغتيل في 1914 بسبب تعليقاته وخطبه ومقالاته، ومن كلمات له: «أنتم تفكرون بالنصر، أما أنا فأفكر بالسلام الذي يعقبه… لا تكسروا كل الجسور، لأنه لا يزال علينا أن نعبر النهر. لا تدمروا المستقبل. حتى لو كان جرحاً عميقاً، دعوه نظيفاً، سوف يشفى، لكن لا تسمموه. دعونا نتخذ موقفاً من الكراهية».
كما يشير إلى الكاتب الفرنسي رومين رولاند الفائز بجائزة نوبل للآداب، الذي نشر في الحرب العالمية الأولى كتاباً بعنوان «فوق المعركة»، حيث جلب لنفسه انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والأدبية والثقافية، إذ رفض فيه كل أشكال الدعم للحرب التي قادت المثقفين، الفرنسيين والألمان، إلى إنكار إنسانيتهم المشتركة، وإشاعة البربرية والهمجية، يقول عنه: «رولاند كان حينها واحداً من الأرواح النادرة التي تتخذ موقفاً ضد الكراهية». ويوضح أنه بعد انتهاء الحرب أصبح كتابه من بين الكتب التي كان الناس بحاجتها لرسم الطريق إلى المستقبل، ويستشهد بكلمات له من الصفحات الأولى: «وجدت نفسي في السنة الفائتة، غنياً جداً بالأعداء. عليّ أن أقول لهم: ربما يكرهونني، لكنهم لن يعلمونني الكراهية»، ومضى يحث القراء «للوقوف في وجه الكراهية التي تشكل خطراً مميتاً أكثر من الحرب». ويعلق الكاتب: «بعد قرن، في فترة أخرى، وبالمواجهة مع حروب مختلفة، هو الطلب ذاته الذي نحتاجه، وهو ما أسعى وأتطلع إليه في كتابي: ضرورة عدم الاستسلام للكراهية».

المراهنة على الخوف

في ختام عمله يعود الكاتب إلى ما بدأ به كتابه، ويذكر أنه في يوم الجمعة، الثالث عشر من نوفمبر 2015، كان المجتمع كله هدفاً للإرهاب: مجتمعنا، بلادنا فرنسا بكل تنوعها وتعددها، فرنسا اللقاءات والدماء المختلطة. كان هذا المجتمع المفتوح هو الذي سعت أفعال الإرهاب إلى إغلاقه، إلى إسكاته بالخوف، وإلى طمسه تحت الرعب. إنه هذا المجتمع الذي يجب أن ندافع عنه، لأجل حمايتنا. ويضيف: «يريد الإرهابيون أن يغلقوا انفتاح هذا المجتمع، ودفعه إلى الانكماش والتقوقع والانقسام، وأن يفقد طريقته في الحياة. إنها حياتنا الجمعية التي يريدون تحويلها إلى حرب أهلية ضد أنفسنا».
ويوضح أيضاً أنه مهما تكن السياقات والفترات الزمنية التي نكون فيها، فإن الإرهاب دائماً يراهن على الخوف. ليس فقط الخوف الذي ينشره في المجتمع، بل سياسة الخوف التي يثيرها في قمة الدولة، حيث يتم تحويل الديمقراطية إلى حالة من الطوارئ، وحرب لا نهاية لها، من دون جبهات أو حدود، من دون هدف استراتيجي، حرب من الردود والهجمات التي تغذي بعضها بعضاً، الأسباب والتأثيرات التي تمتزج ببعضها بعضاً من دون أن يكون لها آمال بنهاية سلمية.
ويشدد على أنه مهما يكن الأمر مؤلماً وقاسياً علينا، فلا بد من بذل الجهود في سبيل تعزيز العقلانية في مواجهة الإرهاب، إذ من الأفضل مواجهته وتجنب الوقوع في شباكه، والسير نحو عالم من الجهل يبثه الإرهاب لنشر الفوضى التي يأمل أن يحصدها ثمارها من خلال الغضب الذي يعتمل الصدور، موضحاً أنه يمكن النظر إلى تجربة الولايات المتحدة في الاستجابة لهجمات 11 سبتمبر وغزو العراق، حيث ولدت «داعش» من رحم الفوضى التي حصلت، وعلى أنقاض دولة مدنية، وجراح مجتمع انتهكت كرامته، فكلما زادت الفوضى، انتعش الإرهاب ووجد من يحتضن إيديولوجيته المسمومة.
ويتساءل: «هل يمكن أن نتعلم من هذه الأخطاء الكارثية أم أننا ماضون لتكرارها؟» مشيراً إلى أنه من الصعب دائماً طرح هذه الأسئلة القاسية في أحداث مؤلمة، إلا أنه يؤكد أن الشعب الفرنسي لن يكون قادراً على مقاومة أي شكل من التحدي الذي يفرضه الإرهاب، إذا لم يتحكم بردود أفعاله، وإذا ابتعد عن طرح أسئلة متعلقة بالسياسة الخارجية والتحالفات مع دول قمعية، وإذا لم يراقب الخطابات السياسية التي تتسم بطابع عنصري خصوصاً تجاه الإسلام، وجعله كبش فداء، فإن التفرقة وليس الوحدة هي مصيره، ومن شأنها أن تغذي الكراهية أكثر من طمأنة الشعب.
ويقول إنه «لمواجهة الإرهاب علينا أن نتحرك كمجتمع، أن نبني تماماً ما يريدون هدمه. لندافع عن بلادنا، وتنوعها القوس قزحي، علينا أن نبتعد عن جعل فئة ما كبش فداء في خدمة السياسات»، ويستشهد بالعديد من الشخصيات المسلمة التي خدمت فرنسا، حيث ساهمت في دفع الإرهاب عن المجتمع، وفي دعم الحياة العامة من خلال مشاركتها في كافة قطاعات المجتمع، حيث يرى أن قوة فرنسا وثروتها في هذا النسيج المتنوع.
ويختم بكلمات نترجمها: «في بريطانيا العظمى، عندما وقعت الهجمات عام 2005، التف المجتمع حول شعار ابتكره شاب على الإنترنت هو «لسنا خائفين». وفي إسبانيا، عند حدوث هجمات في 2004، اجتمع المجتمع الإسباني حول شعار الكفوف المفتوحة الممدودة، وغير المسلحة، ولكن مع تلك التي تمتلك عزيمة».
ويضيف: «لا. لسنا خائفين من شيء سوى من أنفسنا التي يجب أن ننير لها الدرب، ومن قياداتنا الفرنسية التي تكاد تضيعنا وتضللنا. يجب علينا أن ندافع، بشكل أقوى من أي وقت مضى، عن انفتاح المجتمع الذي يسعى القتلة إلى إغلاقه. وشعار هذا الرفض يمكن أن يكون يدين ممدودتين إلى الأعلى لاحتضان بعضنا بعضاً، يدين تتصافحان، وتترابطان».

نبذة عن المؤلف

** إيدوي بلينال، صحفي سياسي فرنسي حاصل على إشادات عالمية عديدة، ونال جائزة صحفية على عمل استقصائي له تحدى فيه أفعال الدولة الفرنسية. من مواليد 31 أغسطس 1952، قضى طفولته في المارتنيك، وشبابه في الجزائر، ودرس في معهد الدراسات السياسية في باريس. وكان مدير التحرير السابق لصحيفة «لوموند»، ومؤسس موقع صحفي استقصائي باسم «ميديا بارت»، يعالج فيه القضايا المتعلقة بالإسلاموفوبيا والصور النمطية عن المسلمين، وكذلك المسائل الإشكالية على الساحتين الأوروبية والغربية. له عدد من المؤلفات الصادرة باللغة الفرنسية في أبرز القضايا في الأوساط السياسية الفرنسية والعالمية ومنها: «الصراع لأجل صحافة حرة».

 

عرض وترجمة: نضال إبراهيم

 

 

تحولات السياسة والثورة في الصين خلال القرن العشرين

تحولات السياسة والثورة في الصين خلال القرن العشرين

china-20th

ما الذي يجب على الصين القيام به لتصبح دولة ديمقراطية بشكل فعلي؟ هذا السؤال ينعش المناقشات الأكثر تقدماً حول هذه القوة العظمى المحتملة. في هذا العمل، يحاول الناقد الصيني البارز وانغ هوي، الالتفات إلى الماضي الصيني للإجابة عن هذا السؤال، إذ يقف على ولادة السياسة الحديثة في ثورة عام 1911، ثم يعاين الازدهار الأولي للحياة السياسية وينتقل إلى سنوات الستينات المتطرفة، وبعدها الانحدار في ليبرالية الصين الأكثر حداثة، حتى يصل إلى مفترق طرق في وقتنا الحاضر، ومن خلال رؤيته ومناقشاته لآراء كتّاب ومفكرين يقدم الكثير من المقترحات التي من شأنها أن تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية في بلاده ضمن سياق تحليلي.

يدرس الكاتب وانغ هوي في عمله الصادر عن دار «فيرسو» الأمريكية في 368 صفحة من القطع المتوسط، 2016، ظهور الانقسامات الطبقية الجديدة بين المجموعات العرقية الصينية في سياق النزاع بين التبت وشينغيانغ، إلى جانب الظهور الجديد لليبرالية فيها، ويتوقف عند الحركات السياسية فيها، وعلاقة الحزب الشيوعي مع الشعب، والشعارات التي رفعت حينها، وتأثير الرأسمالية في الداخل الصيني. ويستكشف المؤلف في كل فصل «العناصر الغريبة» الداخلية للممارسة السياسية في القرن العشرين في الصين والاحتمالات التي تحتويها.
ينقسم الكتاب إلى تسعة أقسام هي: الثورة والتفاوض 1911-1913: صحوة آسيا في الصين بداية القرن العشرين، تحول الثقافة والسياسة: الحرب والثورة و«حرب الأفكار» في 1910، من الحرب الشعبية إلى حرب التحالف الدولي 1949 -1953: الحرب لمقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا من وجهة نظر التاريخ الصيني في القرن العشرين، أزمة التمثيل وسياسة ما بعد الأحزاب، نوعان من الفقراء الجدد ومستقبلهم: تراجع وإعادة تشكيل السياسات الطبقية وسياسة الفقراء الجدد، ثلاثة مفاهيم عن المساواة، المساواة بين جميع الأشياء ومجتمع ما بعد النظام.

غرابة «القرن العشرين»

يشير الكاتب إلى أنه بالنسبة للشعب الصيني المعاصر، كان مفهوم «القرن العشرين» «شيئاً غريباً»، حيث بدا لهم خارج المكان، وهذا يرجع إلى أن الصين لم تتعرف إلى «القرن التاسع عشر» أو حتى «الثامن عشر»، حتى تأتي وتتعرف إلى القرن الذي بعده، لم يكن هناك شيء سوى أحداث تاريخية معينة، وخاصة حكم إمبراطور ما أو فترة حروب مع دولة أخرى.
ويعلق على بعض الظواهر السياسية والاجتماعية في الصين، قائلاً: «تميزت الصين في القرن العشرين بالعديد من الظواهر التي أنتجتها العملية السياسية بشكل واعٍ بقيادة شخصيات جديدة قيد التشكيل»، ويضيف: «إن إنشاء جمهورية سيادية واحدة على قاعدة إمبراطورية متعددة الإثنيات، وفي الوقت نفسه السماح لهذه الدولة السيادية القيام بنوع من التعددية المؤسساتية، وتحديد سياسة جديدة من خلال حركة ثقافية ترفض الأحزاب السياسية الموجودة والدولة، فإنه بالتالي سيقام شكل جديد من السياسة مختلف عن سياسات تلك الأحزاب السياسية في القرن التاسع عشر، وسيتم استخدام نموذج وتقنيات حرب الشعب لتنفيذ استصلاح الأرض، وبناء الحزب والحركات الدورية بين الحزب والجماهير لتشكيل حزب سياسي خارق مع عناصر أعلى الحزب، والدفع بحركة طبقية ناضلت من أجل الاشتراكية نحو الأمام، في مجتمع لم تكن البروليتاريا ولا البرجوازية ناضجة فيه»، ويجد أن تحويل السياسة والمبادرة إلى المحتوى الأساسي لمبدأ الطبقة في مجمله، ليس بهدف خلق سياسة الطبقة فقط، بل خلق ثورة اشتراكية ضمن إمبراطورية زراعية متعددة الإثنيات. ويرى الكاتب أنه «يمكن أن يتم فهم كل هذه الأمور كمنتجات تسييس العمليات».
ويضيف أن القرن العشرين دفع الصين إلى عهد لم يكن ممكناً توقع شيء من ماضيها أو الانبثاق عنه، وبالتالي أي رواية عن الصين يجب أن تحتوي على توضيح وشرح لهذا القرن من حيث الارتباطات التاريخية.

ثلاث عمليات صينية

ينظر الكاتب إلى تسييس الصين في القرن العشرين بشكل أساسي من خلال معاينة ثلاث عمليات مختلفة وهي: التلاحم السياسي، والثقافة والسياسة، وحرب الشعب. وهذه المواضيع الثلاثة – حسبما يقول – كانت قد ولدت من عصر الثورة والحرب، لكنها ظهرت في أشكال مختلفة في فترات تاريخية أخرى. والمحاولة لإيجاد شكل الدولة الذي من شأنه أن يدمج الصين بشكل سياسي تحول إلى منافسة، ليس فقط بين القوى السياسية المختلفة، بل أيضاً بين المبادئ والمفاهيم السياسية المختلفة. والدولة التي ولدت من هذه العملية كانت مسيسة بشكل عالٍ جداً. ومحاولة شرح «الدولة» أو «الدولة – الأمة» في الخلاصة تفشل في استيعاب أهمية العلاقة بين الدولة والعملية السياسية.
ويضيف أن الحركة الثقافية المستمرة جددت فهم المشاركين للسياسة وأعادت تعريف العالم السياسي، وخلقت بذلك جيلاً جديداً من الشعب. وفي الحقيقة، حرب الشعب لم تغير في الأساس العلاقات بين الريف والمدن، بل حفزت التعبئة السياسية للهوية الوطنية، كما أنها حولت أيضاً وأعادت تركيب التصنيفات السياسية المتشابهة مثل الطبقة والحزب السياسي، والدولة والشعب. ومن دون التفكير بهذه العمليات المعقدة من التسييس – يقول – لدينا فرصة ضعيفة في استيعاب المعنى التاريخي لمثل هذه التصنيفات ضمن سياق القرن العشرين.
كما يجد أن هذه العمليات الثلاث من التسييس روت كل مرحلة من مراحل الصين في القرن العشرين. وقد تم التعبير عنها في الثورة الراديكالية وفي التسوية السياسية، بالإضافة إلى تصنيفها عبر العديد من القضايا مثل الأسئلة «الثقافية»: في الأسئلة عن كيفية رؤية الشباب، وتحرر النساء، والعمال والعمل، واللغة والأدب، والمدن والأرياف، وهكذا دواليك، تم جعل السياسة عالماً من الإبداع.
ويشير إلى أنه تم التعبير عنها أيضاً في حرب الشعب، والتي جلبت معاً النضال العسكري، واستصلاح الأراضي، وبناء السلطة الحكومية، والجبهة الموحدة في عملية واحدة. وكانت أيضاً واضحة في الطريقة التي حولت فيها حرب الشعب كل تصنيف سياسي بعد القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، الخط بين الحزب السياسي والجموع أصبح غير واضح، والسلطة السياسية جاءت لتلازم شيئاً مختلفاً عن الفكرة التقليدية لجهاز حكومي، وحلت محل فكرة الطبقة الثابتة عمليات تشكيل الطبقة (في الطريقة التي أصبح فيها الفلاحون قوة سياسية بروليتارية) وهكذا دواليك. «وعلى الرغم من أن عالم السياسة الدولية في العادة يتم التفكير فيه من ناحية المفاهيم المعيارية للسيادة والمصلحة الوطنية، فإن الحرب من سنوات الخمسينات إلى الستينات في مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا والجدل بين الأحزاب الشيوعية السوفييتية والصينية تقدم نماذج التسييس في عالم العلاقات السياسية والعسكرية الدولية»، كما يقول.

ابتكارات سياسية

كانت ابتكارات القرن العشرين السياسية مرتبطة عن قرب بالحرب المطوّلة، الثورة والغضب العام. ومع التغيرات العالمية التي حدثت من 1989 إلى 1992، انتهى الأمر بالحركة الاشتراكية التي مثلتها الثورات الصينية والروسية إلى فشل. وزودت النهاية المأساوية ل«القرن القصير» بعض الناس بعدسة استطاعوا من خلالها الحكم على القرن العشرين بشكل سلبي، إلى جانب ظهور عملية التسييس نفسها التي تظهر كجذر التراجيديا. ويقول «مثل هذه النظرة تهدف إلى رفض الاعتراف بكل المفاهيم السياسية المرتبطة بشكل مباشر بهذا القرن، من بينها الطبقة، والحزب السياسي، والتحرر الوطني، والجماهير والخط الجماهيري، والشعب وحرب الشعب».
ويعلق أيضاً: «لكن، بدلاً من نبذ هذه المفاهيم، جدير أن نسأل متى وبأي شكل تم تسييس هذه المفاهيم؟ وتحت أي ظروف تم إعادة تسييسها؟ خذ الطبقة على سبيل المثال، في الوقت الذي لعبت فيه الطبقة دوراً كبيراً في التعبئات السياسية في القرن العشرين، احتوت التعبئة الطبقية في داخلها احتمالين. أولاً، وفقاً لمنظور الهوية ربما لم يكن لينتمي المرء إلى طبقة معينة، لكن كان لايزال هناك إمكانية لتصبح عميلاً أو جندياً في خدمة تلك الطبقة. على سبيل المثال، المثقفون من خلفيات فلاحية أو نخبوية حاكمة أصبحوا من البروليتاريا وحتى قادة. ثانياً، أصبحت الخلفية الطبقية فيما بعد علامة الهوية المتمأسسة، وأصبحت الدلالة الأساسية التي يتم بموجبها التمييز بين الأعداء والحلفاء. كل من هذين الاحتمالين قد يعبئ الشعب، لكن الأول ينبغي تصنيفه كمسيس، والثاني غير مسيس».
ولأخذ الحزب السياسي كمثال آخرتحت ظروف حرب الشعب – حسبما يقول الكاتب – فإن «الحزب» كان مرتبطاً عن قرب بالخط الجماهيري، مع ممارسة استحضار لأفكار من الجماهير، إلى الجماهير، مولدة بذلك قوة حيوية وهائلة. لكن «الحزب» الموجود في السلطة غالباً ما أصبح مبعداً من الجماهير وتحول إلى آلة سياسية نموذجية. ويعلق: «أشير إلى هذه الظاهرة بإرضاء الحزب.. هذه هي كما يمكن تسميتها حالة عدم تسييس الحزب».

عن المساواة

يذكر الكاتب أنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، كانت هناك نقاشات لا نهاية لها حول الديمقراطية وتفسيراتها المتعددة. ويجد أن فرضية «نهاية التاريخ» في 1989 عاملت الديمقراطية الليبرالية على أنها الشكل الأخير من السياسة وعلامة وصول التاريخ العالمي. وهذا السياق كان قائماً على الفشل الملموس لكل من الديمقراطية الجماهيرية والحركات الاشتراكية، وافترضوا أن الديمقراطية الشعبية قادت بشكل متغاير إلى الاستبداد السياسي، معلقاً: «ثورة أكتوبر في 1917 في الصين واجهت النظام الرأسمالي بشكل معاكس. وتحت شروط الحرب الباردة، قاد الصراع بين هذين النظامين إلى انقسام أيديولوجي بين «الرأسمالية» و«الاشتراكية». وكانت إحدى نتائج هذا الانقسام أن نهاية الحرب الباردة أعطت الجانب الرأسمالي احتكاراً استطرادياً على الديمقراطية».
ويشير إلى أنه بعد انهيار الكتلة الاشتراكية، كشفت الحرب على الإرهاب والصراعات الدينية والدمار البيئي، والأزمات المالية والمجتمع القائم على مخاطر عالية، التناقضات العميقة ضمن النظام الرأسمالي العالمي.
ويشير إلى أنه مع توسع الرأسمالية عبر الكرة الأرضية، تغيّرت أشكال اللامساواة التي ركز عليها كتّاب القرن التاسع عشر، مثل العلاقات الطبقية. ويمكن أن تنوجد التناقضات الأساسية للعصر الحالي بين العاصمة الإمبريالية والمستعمرات، وبين مراكز الصناعة المتقدمة والمحيط الزراعي. وهذا يشار إليه في العادة بأنه سؤال الشمال – الجنوب. ويوضح الكاتب في الفصول الأخيرة تأثير البعد الدولي في اللامساواة المحلية داخل الصين، ويجده أنه ظرف سياسي على الصينيين مواجهته إذا ما كانت هناك نية في تحقيق المساواة في الداخل والخارج.
ويجد أن التراكيب الاجتماعية في الصين تتغير بشكل دراماتيكي. وبالنظر إلى سياقها في التنمية وإعادة البناء ينبغي أن يكون الأمر مثار قلق للشعب الصيني، وبالتالي ينبغي تأسيس وكالة سياسية جديدة على أساس مصالح أغلبية الصينيين، ويرى وانغ هوي أن إحياء الديمقراطية الاجتماعية هو الطريق الوحيد لمستقبل الصين.

نبذة عن المؤلف

وانغ هوي أستاذ في قسم اللغة الصينية وآدابها في جامعة تسينغهوا في بكين، حيث يعيش حالياً. درس في جامعة يانغتشو، وجامعة نانجينغ، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. كما كان أستاذاً زائراً في جامعة نيويورك وغيرها من الجامعات في الولايات المتحدة. في عام 1989، شارك في احتجاجات ميدان تيانانمين، وأرسل بعد ذلك إلى محافظة داخلية فقيرة بشكل إلزامي ل«إعادة التأهيل» عقاباً له على مشاركته. طور البروفيسور هوي النقد اليساري لسياسة الحكومة، إلى درجة أنه أصبح واحداً من المؤيدين الرئيسيين لليسار الصيني الجديد في سنوات التسعينات من القرن الماضي، على الرغم من أنه لم يختر هذا المصطلح. صنفته مجلة «فورين بوليسي» واحداً من بين أفضل 100 مفكر في العالم في عام 2008. له العديد من المؤلفات منها: «نهاية الثورة»، و«النظام الجديد للصين»، و«سياسة آسيا المتخيلة».

 

تأليف: وانغ هوي
تحرير: شاول توماس
عرض وترجمة: نضال إبراهيم