نجح علماء أمريكيون، للمرة الأولى، في إنتاج أجنة بشرية في مراحلها المبكرة من خلال التحكّم بالحمض النووي المأخوذ من خلايا الجلد ثم تخصيبه بالحيوانات المنوية.
قد تساعد هذه التقنية في التغلب على العقم الناتج عن التقدم في السن أو الأمراض، من خلال استخدام أي خلية تقريباً في الجسم كنقطة انطلاق للحياة.
وقد تُمكّن حتى الأزواج من نفس الجنس من إنجاب طفل يرتبط بهما جينياً.
تتطلب هذه الطريقة تحسيناً كبيراً – قد يستغرق عقداً من الزمن – قبل أن تفكر عيادات الخصوبة في استخدامها.
وقال خبراء إن ذلك يُعدّ اختراقاً مذهلاً، لكن يجب أن يكون هناك نقاش مفتوح مع الجمهور حول ما أصبح العلم قادراً على تحقيقه.
كان التكاثر في السابق قصة بسيطة: يلتقي حيوان منوي من الرجل ببويضة من المرأة، ويندمجان لتكوين جنين، وبعد تسعة أشهر يُولد طفل.
لكن العلماء الآن يغيرون القواعد، وتبدأ هذه التجربة الأخيرة بجِلد الإنسان.
تستخدم تقنية فريق البحث في جامعة أوريغون للصحة والعلوم نواة الخلية – التي تحتوي على نسخة كاملة من الشفرة الوراثية اللازمة لبناء الجسم – وتُزيلها من خلية جلدية.
ثم توضع هذه النواة داخل بويضةٍ مُتبرَّعٍ بها تمت إزالة تعليماتها الجينية.
حتى الآن، تشبه هذه التقنية تلك التي استُخدمت لتخليق النعجة “دوللي” – أول حيوان ثديي مُستنسَخ في العالم – والتي وُلدت في عام 1996.
ومع ذلك، فإن هذه البويضة ليست جاهزة للتخصيب بالحيوانات المنوية لأنها تحتوي بالفعل على مجموعة كاملة من الكروموسومات.
يرث الشخص 23 مجموعة من الحمض النووي من كلٍ من الوالدين، ليصبح المجموع 46 كروموسوماً، وهي ما تمتلكه البويضة بالفعل.
لذلك، فإن المرحلة التالية هي إقناع البويضة بالتخلص من نصف كروموسوماتها في عملية أطلق عليها الباحثون اسم “الانقسام الميتومي” (وهي كلمة مُركبة من “الانقسام المتساوي” و”الانقسام الاختزالي”، وهما طريقتان لانقسام الخلايا).
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة (نيتشر كوميونيكيشن)، إنتاج 82 بويضة وظيفية. تم تخصيب هذه البويضات بالحيوانات المنوية، وتقدّم بعضها إلى المراحل المبكرة من تطور الأجنة. ولم يتم تطوير أي منها إلى ما بعد المرحلة التي تستغرق ستة أيام.
وقال البروفيسور شوخرات ميتيليبوف، مدير مركز الخلايا الجنينية والعلاج الجيني في جامعة أوريغون للصحة والعلوم: “لقد أنجزنا شيئاً كان يُعتقد أنه مستحيل”.
كن التقنية لا تزال بعيدة عن الاكتمال، إذ إن البويضة تختار بشكل عشوائي الكروموسومات التي تتخلص منها. ومن الضروري أن تحتفظ بواحد من كل نوع من الأنواع الـ 23 لتجنب الأمراض، لكنها غالباً ما تحتفظ بنسختين من بعض الأنواع ولا تحتفظ بأي من أنواع أخرى.
كما أن معدل النجاح منخفض (حوالي 9 في المئة)، ولا تمر الكروموسومات بعملية حيوية مهمة تُعرف بـ”العبور الجيني”، وهي عملية يُعاد فيها ترتيب الحمض النووي.
وقال البروفيسور ميتيليبوف، وهو رائد عالمي في هذا المجال: “علينا أن نتقن هذه التقنية. وأعتقد أن هذا هو مستقبل التكاثر، لأن هناك عدداً متزايداً من المرضى لا يستطيعون الإنجاب”.
تُعد هذه التكنولوجيا جزءاً من مجال متنامٍ يهدف إلى إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات خارج الجسم، ويُعرف باسم تكوين الأمشاج خارج الجسم.
ولا يزال هذا النهج في مرحلة الاكتشاف العلمي، وليس في طور الاستخدام السريري بعد، لكن الرؤية المستقبلية هي مساعدة الأزواج الذين لا يستطيعون الاستفادة من أطفال الأنابيب لعدم توفر الحيوانات المنوية أو البويضات لديهم.
وقد تُساعد هذه التقنية النساء الأكبر سناً اللواتي لم يعد لديهن بويضات صالحة، أو الرجال الذين لا يُنتجون كمية كافية من الحيوانات المنوية، أو الأشخاص الذين جعلهم علاج السرطان غير قادرين على الإنجاب.
كما أن هذا المجال يُعيد كتابة قواعد الأبوة والأمومة. فالتقنية المُوضحة اليوم لا تقتصر على استخدام خلايا جلد النساء – بل يمكن استخدام خلايا جلد الرجال أيضاً.
وهذا يفتح الباب أمام الأزواج من نفس الجنس لإنجاب أطفال تربطهم بهم صلة جينية.
فعلى سبيل المثال، يمكن في حالة زوجين من الذكور استخدام خلايا جلد أحدهما لصنع بويضة، وتخصيبها بحيوانات منوية من الشريك الآخر.
وقالت البروفيسورة باولا أماتو من جامعة أوريغون للصحة والعلوم: “بالإضافة إلى الأمل الذي توفره هذه الطريقة للملايين ممن يعانون من العقم بسبب نقص البويضات أو الحيوانات المنوية، فإنها تتيح أيضاً إمكانية إنجاب الأزواج من نفس الجنس لطفل يرتبط بهما جينياً”.
بناء الثقة العامة
قال البروفيسور روجر ستورمي، أستاذ الطب التناسلي في جامعة هال: “يُعزز هذا البحث من أهمية استمرار الحوار المفتوح مع الجمهور بشأن التقدّم في مجال البحوث التناسلية. فالاختراقات العلمية كهذه تُبرز حاجتنا لحوكمة قوية لضمان المساءلة وبناء الثقة العامة”.
أما البروفيسور ريتشارد أندرسون، نائب مدير مركز (إم آر سي) للصحة الإنجابية في جامعة إدنبرة، فقال إن القدرة على إنتاج بويضات جديدة “ستكون تقدماً كبيراً”.
وقال أيضاً: “ستكون هناك مخاوف مهمة تتعلق بالسلامة، لكن هذه الدراسة تُعد خطوة نحو مساعدة العديد من النساء على إنجاب أطفال مِن صُلبهن
قد يبدأ يومك بزحمة سير خانقة، أو بمحاولة سائق آخر تجاوزك بشكل مزعج، أو ربما بيوم طويل مزدحم بالمهام التي لا تنتهي والجدالات التي لا طائل منها، سواء مع الزملاء أو حتى مع شريك الحياة.. والنتيجة الطبيعية لكل ذلك غالباً ما تكون العصبية.
دراسة حديثة وجدت أن الفرد البالغ يختبر حالة من العصبية بمعدل 14 مرة أسبوعياً، أي مرتين يومياً تقريباً، فيما أقر 30% من المشاركين بعدم قدرتهم على ضبط انفعالاتهم.
يقول الدكتور تشياولي تشين، طبيب الرعاية الأولية في مستشفى هيوستن ميثوديست: “الغضب شعور إنساني طبيعي، وله نطاق واسع. لكنه يصبح مشكلة عندما يطغى على سلوكنا ويؤثر على تفاعلنا الطبيعي مع الآخرين. لا نريد أن نعتبره مرضاً، بل هو مؤشر على حاجة الشخص إلى المساعدة”.
وشدد تشين على أن الغضب لا ينبع من مصدر واحد، بل يتأثر بحالتنا العاطفية والبيئة المحيطة.
ثلاثية الغضب: جسد وعقل وسلوك
لفهم الغضب وإدارته، يوضح الأطباء أنه يقوم على ثلاثة أبعاد:
• البعد الفسيولوجي: إذ يطلق الجسم نواقل عصبية مثل الكاتيكولامينات المسؤولة عن استجابة “القتال أو الفرار”، ما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب والتنفس والتعرق واحمرار الجلد وتوتر العضلات.
• البعد الذهني: يتأثر بالثقافة والتربية. فالرجال غالباً يُشجَّعون على التعبير عن غضبهم مباشرة بشكل قد يصل للعدوانية، بينما تُعلَّم النساء على كبت الغضب، ما قد يولّد استياء مزمناً.
• البعد السلوكي: يظهر في كيفية تعاملنا مع الانفعال. فاللوزة الدماغية تثير الموجة العاطفية للغضب، بينما تتحكم القشرة الجبهية في قراراتنا التنفيذية وضبط ردود الفعل.
الكورتيزول.. هرمون التوتر الخفي
نوبات الغضب القصيرة قد تُحدث تغيرات مؤقتة في الجسد، لكن التوتر المستمر يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، ما يفاقم الآثار الصحية.
ويشير د. تشين إلى أن ضغوط الحياة اليومية، قلة النوم، سوء التغذية أو الأمراض المزمنة غير المعالجة، كلها عوامل تؤدي إلى إفراز مفرط للكورتيزول، الأمر الذي يجعل الشخص أكثر عرضة لردود فعل غاضبة مبالغ فيها، ويزيد من مخاطر:
• أمراض القلب والأوعية الدموية.
• ضعف جودة النوم.
• الإرهاق المزمن والسلوك الاندفاعي.
خطوات عملية لتهدئة البال
إدارة الغضب لا تقوم على تجاهله أو كبته، بل على التعرف عليه بدقة وتوجيهه بطرق صحية. وهنا يوصي الأطباء بعدة خطوات عملية:
• التنفس العميق: المعروف بالتنفس الحجابي، حيث يُستغل الحجاب الحاجز لتعزيز الاسترخاء وخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مع تكرار التمرين لعدة دقائق.
• تقنيات تهدئة النفس: عبر صرف الانتباه عن مسببات التوتر بالتركيز على الحاضر، مثل المشي لمسافة قصيرة، الاستحمام، السباحة، إمساك قطعة ثلج، الاستماع إلى الموسيقى أو الاستمتاع برائحة محببة.
• التروي قبل الانفعال: بالضغط على زر الإيقاف المؤقت الداخلي، لملاحظة مشاعرنا، والتوقف قبل الرد، وإظهار التعاطف مع الذات.
نمط حياة متوازن يحميك
لآثار طويلة الأمد، يشدد د. تشين على أهمية الالتزام بنمط حياة صحي يشمل:
• النوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً للشعور بالراحة.
• ممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة ويومين من تمارين القوة.
• التغذية المتوازنة الغنية بالعناصر الأساسية.
• ممارسة التأمل لتحسين المزاج والتقليل من القلق والاكتئاب.
الخلاصة… لا تغضب
الصراعات اليومية وضغوط الحياة أمر لا مفر منه، لكن طريقة تعاملنا مع الغضب هي ما تصنع الفارق. فالشعور بالعصبية لا يعني وجود خلل فينا، بل هو جزء من طبيعتنا الإنسانية.
ومع ذلك، فإن الوعي بالمحفزات، واعتماد تقنيات التهدئة، والالتزام بنمط حياة صحي، كلها خطوات تمنحنا القدرة على السيطرة على العصبية وتحويلها من عبء يرهق صحتنا إلى انفعال يمكن التعامل معه بأقل الأضرار.
دراسة حديثة تفتح الباب أمام التوصل إلى طريقة للوقاية من مرض الزهايمر والعديد من الأمراض المرتبطة بشيخوخة الدماغ
وجد باحثون أن مركباً طبيعياً موجوداً في الشاي الأخضر يُشكل منظفاً قوياً للدماغ عند دمجه مع فيتامين شائع، مما قلل من تراكم الفضلات المرتبطة بأمراض في الدماغ مثل الزهايمر.
وقال تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” Science Alert، واطلعت عليه “العربية.نت”، إن هذا الاكتشاف الجديد يعتبر مثيراً للاهتمام بشكل خاص، حيث إنه من الممكن الحصول على هذه المواد من خلال نظام غذائي صحي، كما أنها متوفرة على نطاق واسع كمكملات غذائية معتمدة من قبل الجهات التنظيمية باعتبارها آمنة.
وتفتح هذه النتائج الباب أمام التوصل إلى طريقة للوقاية من مرض الزهايمر والعديد من الأمراض المرتبطة بشيخوخة الدماغ.
وبحسب تقرير “ساينس أليرت”، فإن هذه النتائج هي ثمرة دراسة أجراها باحثون في “جامعة كاليفورنيا” على مضاد الأكسدة “إبيغالوكاتشين غالات” والنيكوتيناميد، وهو نوع من فيتامين (B3) ينتجه الجسم بشكل طبيعي من الأطعمة الغنية بالنياسين مثل الحبوب والأسماك والمكسرات والبقوليات والبيض.
ويقول غريغوري بروير، مهندس الطب الحيوي: “من خلال تعزيز أنظمة طاقة الدماغ بمركبات متوفرة بالفعل كمكملات غذائية، قد يكون لدينا مسار جديد لعلاج التدهور المعرفي المرتبط بالعمر ومرض الزهايمر”.
وفي اختبارات على خلايا عصبية لفئران مزروعة في المختبر، تبين أن غالات الإبيغالوكاتشين والنيكوتيناميد يعززان جزيء الطاقة غوانوزين ثلاثي الفوسفات (GTP)، الموجود في خلايا الدماغ. ويوفر (GTP) طاقة أساسية لتنظيف الخلايا الميتة، حيث كان نقص هذا المركب مرتبطاً سابقاً بتطور مرض الزهايمر في أدمغة كبار السن.
وتبيّن أن الخلايا العصبية المعززة بـ(GTP) تساعد الدماغ على التخلص من التكتلات الضارة لبروتينات بيتا أميلويد، والتي لطالما ارتبطت بتطور مرض الزهايمر. كما عكست هذه المركبات الضرر المرتبط بالعمر في خلايا الدماغ.
وتكشف الدراسة كيف يمكن أن تنخفض مستويات (GTP) بمرور الوقت، خاصة عند الإصابة بمرض الزهايمر، فيما يعتقد الباحثون أن الجمع بين غالات الإبيغالوكاتشين والنيكوتيناميد قد يعيد GTP إلى مستوياته الموجودة في الخلايا الأحدث.
ويقول بروير: “تُسلّط هذه الدراسة الضوء على (GTP) كمصدر طاقة لم يُقدّر حق قدره سابقًا، وهو ما يؤثر على وظائف الدماغ الحيوية”.
وفي وقت سابق من هذا العام، ربطت دراسة منفصلة الشاي الأخضر بانخفاض إصابات المادة البيضاء في الدماغ، وبالتالي انخفاض خطر الإصابة بالخرف، على الرغم من أن البحث لم يُثبت علاقة سببية مباشرة. كما ثبت تورط النيكوتيناميد في حماية الخلايا العصبية من آثار السكتة الدماغية والتنكس العصبي.
ويقول بروير: “مع تقدم العمر، تُظهر أدمغة الناس انخفاضاً في مستويات الطاقة العصبية، مما يحد من القدرة على إزالة البروتينات غير المرغوب فيها والمكونات التالفة”. وأضاف: “وجدنا أن استعادة مستويات الطاقة تساعد الخلايا العصبية على استعادة وظيفة التنظيف الأساسية هذه”.
يعدّ نقص فيتامين «د» أمراً شائعاً، وغيابه يُسبب مشكلات في العظام والعضلات، وهو يُصيب عادةً من تزيد أعمارهم على 65 عاماً وأصحابَ البشرة الداكنة، ويُمكن الوقاية منه وعلاجه.
ما هو نقص فيتامين «د»؟
يعني نقص فيتامين «د» عدم وجود ما يكفي منه في الجسم. ويُسبب نقصه في المقام الأول مشكلات في العظام والعضلات.
وفيتامين «د» فيتامين أساسي يستخدمه الجسم لنمو العظام والحفاظ عليها بشكل طبيعي. كما يلعب دوراً في الجهاز العصبي والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز المناعي.
يمكنك الحصول على فيتامين «د» بطرق مُختلفة… منها:
– تعرض الجلد لأشعة الشمس، ومع ذلك، فقد لا يحصل الأشخاص ذوو البشرة الداكنة وكبارُ السن على ما يكفي من فيتامين «د» من خلال أشعة الشمس. كما قد يُعوق موقعك الجغرافي الحصول على الكمية الكافية من فيتامين «د» من خلال أشعة الشمس .
– من خلال الطعام الذي تتناوله.
– عبر المُكملات الغذائية.
وعلى الرغم من كل هذه الطرق للحصول على فيتامين «د»، فإن نقصه يُمثل مشكلة شائعة في جميع أنحاء العالم.
لماذا يُعد فيتامين «د» مهماً جداً؟
يُعد فيتامين «د» من الفيتامينات الكثيرة التي يحتاجها جسمك للحفاظ على صحته. وهو يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الدم والعظام، وفي بناء العظام والحفاظ عليها.
وبشكل أدق تحديداً، يحتاج جسمك إلى فيتامين «د» ليتمكن من استخدام الكالسيوم والفسفور لبناء العظام ودعم الأنسجة السليمة.
في حال نقص فيتامين «د» المزمن و/ أو الحاد، يؤدي انخفاض امتصاص الكالسيوم والفسفور في الأمعاء إلى نقص كالسيوم الدم (انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم). وهذا يؤدي إلى فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي، في محاولة للحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم طبيعية.
يمكن أن يُسبب كل من نقص كالسيوم الدم وفرط نشاط الغدة جار الدرقية، إذا كانا حادّين، أعراضاً مختلفة، بما فيها ضعف العضلات وتشنجاتها، والتعب، والاكتئاب.
لموازنة مستويات الكالسيوم في الدم (عبر فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي)، يسحب جسمك الكالسيوم من عظامك؛ مما يؤدي إلى تسريع عملية إزالة المعادن من العظام (عندما تتحلل العظام أسرع من قدرتها على إعادة بناء نفسها). وقد يؤدي هذا أيضاً إلى لين العظام (ضعف العظام) لدى البالغين والكساح لدى الأطفال.
ويزيد لين العظام وهشاشة العظام من خطر الإصابة بكسور العظام. «الكساح» هو نفسه «لين العظام»، ولكنه يصيب الأطفال فقط. ولأن عظام الطفل لا تزال في مرحلة النمو، فإن فقدان المعادن يُسبب تقوساً أو انحناءً في العظام.
مَن يُصاب بنقص فيتامين «د»؟
يُمكن أن يصاب كل الأشخاص بنقص فيتامين «د»، بمن فيهم الرضع والأطفال والبالغون.
قد يكون نقص فيتامين «د» أوسع شيوعاً لدى ذوي البشرة الداكنة (نسبة الميلانين في الجلد)، والذين يرتدون ملابس تغطي الجلد بشكل كبير، خصوصاً في دول الشرق الأوسط.
ما مدى شيوع نقص فيتامين «د»؟
يُعدّ نقص فيتامين «د» مشكلة عالمية شائعة. يُعاني نحو مليار شخص حول العالم من نقص فيتامين «د»، ويُعاني نحو 35 في المائة من البالغين بالولايات المتحدة من نقص فيتامين «د»، وفق ما أفاد به موقع «كليفلاند كلينيك».
ما علامات نقص فيتامين «د»؟
يُسبب النقص الحاد في فيتامين «د» لدى الأطفال الكساح. وتشمل أعراض الكساح ما يلي:
– أنماط نمو غير طبيعية بسبب تقوس أو انحناء العظام.
– ضعف العضلات.
– ألم العظام.
– تشوهات في المفاصل.
– هذا نادر جداً؛ فقد يعاني الأطفال المصابون بنقص فيتامين «د» الخفيف من ضعف أو ألم في العضلات.
لا يكون نقص فيتامين «د» واضحاً تماماً لدى البالغين. وقد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
– الإرهاق.
– ألم العظام.
– ضعف العضلات، أو آلام العضلات، أو تقلصاتها.
– تقلبات المزاج، مثل الاكتئاب.
ومع ذلك، فقد لا تظهر عليك أي علامات أو أعراض لنقص فيتامين «د».
ما الذي يسبب نقص فيتامين «د»؟
بشكل عام، السببان الرئيسيان لنقص فيتامين «د» هما:
– عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين «د» من النظام الغذائي و/ أو من خلال التعرض لأشعة الشمس.
– عدم امتصاص الجسم فيتامين «د» أو استخدامه بشكل صحيح.
– هناك أسباب عدة محددة لنقص فيتامين «د»، منها:
– بعض الحالات الطبية.
– جراحات إنقاص الوزن.
– بعض الأدوية.
كما يمكن لعوامل عدة بيولوجية وبيئية مختلفة أن تزيد من خطر الإصابة بنقص فيتامين «د»، مثل التقدم في السن وزيادة كمية الميلانين (الصبغة) في الجلد.
الحالات الطبية التي قد تُسبب نقص فيتامين «د»:
تشمل الحالات الطبية التي قد تُسبب نقص فيتامين «د» ما يلي:
– التليف الكيسي، وداء «كرون»، والداء البطني: قد تمنع هذه الحالات الأمعاء من امتصاص فيتامين «د» بشكل كافٍ من خلال المكملات الغذائية، خصوصاً إذا لم تُعالج.
– السمنة: يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم عن 30 بانخفاض مستويات فيتامين «د». تُبقي الخلايا الدهنية فيتامين «د» معزولاً حتى لا يُفرز. غالباً ما تتطلب السمنة تناول جرعات أكبر من مكملات فيتامين «د» للوصول إلى المستويات الطبيعية والحفاظ عليها.
– أمراض الكلى والكبد: تُقلل هذه الحالات من كمية بعض الإنزيمات (إنزيم الكبد 25 – هيدروكسيلاز من الكبد، وإنزيم 1 – ألفا – هيدروكسيلاز من الكليتين) التي يحتاجها الجسم لتحويل فيتامين «د» إلى الشكل الذي يُمكنه استخدامه. يؤدي نقص أيٍّ من هذين الإنزيمين إلى مستوى غير كافٍ من فيتامين «د» النشط في الجسم.
الأدوية التي قد تُسبب نقص فيتامين «د»:
بعض الأدوية قد تُخفض مستويات فيتامين «د»، منها:
المُليّنات.
الستيرويدات (مثل بريدنيزون).
أدوية خفض الكولسترول (مثل كولسترامين وكوليستيبول).
أدوية منع النوبات (مثل الفينوباربيتال والفينيتوين).
ريفامبين (دواء لعلاج السل).
أورليستات (دواء لإنقاص الوزن).
أخبر طبيبك دائماً عن أدويتك وأي مُكمّلات غذائية و/ أو أعشاب تتناولها.
كيف يُعالَج نقص فيتامين «د»؟
أهداف علاج نقص فيتامين «د» والوقاية منه واحدة: الوصول إلى مستوى كافٍ من فيتامين «د» في الجسم والحفاظ عليه.
مع أنه يمكنك التفكير في تناول مزيد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «د» والتعرض لأشعة الشمس بشكل أكبر، فإن طبيبك سيوصيك على الأرجح بتناول مكملات فيتامين «د».
يتوفر فيتامين «د» بنوعين: «د2» و«د3». «د2 (إرغوكالسيفيرول)» مصدره نباتي، بينما «د3 (كوليكالسيفيرول)» مصدره حيواني. تحتاج إلى وصفة طبية للحصول على «د2». أما «د3»، فهو متوفر دون وصفة طبية. يمتص جسمك «د3» بسهولة أكبر من «د2».
وينصح باستشارة الطبيب لمعرفة مدى حاجتك إلى مكمل غذائي، والجرعة المناسبة عند الحاجة.
كيف يمكنني الوقاية من نقص فيتامين «د»؟
أفضل طريقة للوقاية من نقص فيتامين «د» هي التأكد من حصولك على ما يكفي منه في نظامك الغذائي و/ أو من خلال التعرض لأشعة الشمس. ولكن احذر من التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة دون استخدام واقي الشمس. فالتعرض المفرط لأشعة الشمس يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
تعتمد كمية فيتامين «د» التي تحتاجها يومياً على عمرك. تجد متوسط الكميات اليومية الموصى بها بالميكروغرام والوحدات الدولية، كالتالي:
– الرضع حتى عمر 12 شهراً: 10 ميكروغرامات (400 وحدة دولية).
– الأشخاص من عمر سنة إلى 70 عاماً: 15 ميكروغراماً (600 وحدة دولية).
– البالغون من عمر 71 عاماً فأكثر: 20 ميكروغراماً (800 وحدة دولية).
– الحوامل والمرضعات: 15 ميكروغراماً (600 وحدة دولية).
وهناك بعض الأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي فيتامين «د»، منها:
– الأسماك الدهنية، مثل السلمون والتونة والماكريل والسردين.
– سمك التراوت قوس قزح.
– كبد البقر.
– الفطر.
– صفار البيض.
– زيت كبد سمك القد.
يمكنك أيضاً الحصول على فيتامين «د» من الأطعمة المدعمة. تأكد من مراجعة ملصقات التغذية لمعرفة ما إذا كان الطعام يحتوي فيتامين «د». تشمل الأطعمة التي غالباً ما تحتوي فيتامين «د» مضافاً:
يُعدّ المغنسيوم معدناً أساسياً وضرورياً لعدد من عمليات الجسم، بما في ذلك التحكم في ضغط الدم، ووظائف العضلات والأعصاب، وإنتاج الطاقة، وتنظيم سكر الدم. وهو متوفر في عدد من الأطعمة، ويُباع بوصفه مكملاً غذائياً.
وفي حين أن نقص المغنسيوم ليس شائعاً لدى الأشخاص الذين لا يعانون مشكلات صحية، فإن مرضى السكري غالباً ما يعانون انخفاض مستويات المغنسيوم.
ويُعدُّ داء السكري من أكثر الحالات الأيضية شيوعاً المرتبطة بنقص المغنسيوم. ويمكن لمكملات المغنسيوم أن تُقلل من مقاومة الإنسولين، وتُحسّن مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، كما أنها تُساعد في خفض مستويات الهيموغلوبين «A1C» (مؤشر سكر الدم) ومستويات الكوليسترول لدى مرضى السكري من النوع الأول.
ما أنواع المغنسيوم التي يُنصح بتناولها لمرضى السكري؟
هناك عدة أنواع من المغنسيوم، وبعضها أفضل لحالات معينة، كما أن بعض أشكاله، مثل أسبارتات المغنسيوم، والستريت، واللاكتات، والكلوريد، يمتصها الجسم بشكل أفضل.
ولا يوجد نوع محدد من المغنسيوم مُوصى به لمرضى السكري. وأظهرت الأبحاث المبكرة نتائج واعدة لاستخدام أكسيد المغنسيوم وكلوريد المغنسيوم في إدارة هذه الحالة:
أكسيد المغنسيوم
وجدت دراسة في البرازيل أن تناول مكملات غذائية تحتوي على 500-1000 مللغرام من أكسيد المغنسيوم لمدة 30 يوماً يُحسّن مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون داء السكري غير المُسيطر عليه جيداً.
كلوريد المغنسيوم
وجدت دراسة في المكسيك أن المشاركين الذين تناولوا 300 مللغرام من كلوريد المغنسيوم لمدة 16 أسبوعاً شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم.
ما فوائد تناول المغنسيوم لمرضى السكري؟
تُشير الأبحاث إلى أن تناول كميات أكبر من المغنسيوم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري. ويعزى ذلك على الأرجح إلى قدرة المغنسيوم على تكسير السكريات، وتقليل مقاومة الإنسولين.
وعلى الرغم من أن مكملات المغنسيوم تُدرس منذ فترة طويلة بوصفها علاجاً داعماً للوقاية من مرض السكري وإدارته، فإن فائدتها لمرض السكري من النوع الثاني لا تزال محل جدل.
وقامت إحدى الدراسات بتقييم مدى قدرة مكملات المغنسيوم على تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ووجدت النتائج أن تناول مكملات المغنسيوم يومياً حسّن حساسية الإنسولين بنسبة 10 في المائة، وخفّض مستويات السكر في الدم بنسبة 37 في المائة.
ووجدت دراسة أخرى أن مكملات المغنسيوم الفموية يمكن أن تُعالج نقص المغنسيوم، مما يُحسّن طريقة استخدام الجسم للإنسولين، ويُقلل الإجهاد التأكسدي، ويُقلل الالتهابات في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وهناك أدلة على أن تناول المغنسيوم يُمكن أن يُبطئ أو يُوقف تطور مرحلة ما قبل السكري أو مقاومة الإنسولين إلى مرض السكري من النوع الثاني.
وفي دراسة سابقة، وجد الباحثون أن تناول كميات أكبر من المغنسيوم قد يُفيد الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري، إذ قد يُقلل من خطر الإصابة به.
وأظهرت أبحاث أخرى أن مكملات المغنسيوم قد تُساعد في تحسين التحكم في نسبة السكر بالدم لدى الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول.
قضاء 5-10 دقائق في مراجعة الملاحظات الدراسية ليلًا يُساعد العقل على تخزين المعلومات
توجد عادات صغيرة ومستمرة يمكن أن تُحدث الأثر الأكبر لتحقيق النجاح الأكاديمي، الذي لا يقتصر على مجرد المذاكرة السريعة في اللحظات الأخيرة. لا يتعلق الأمر فقط بمدى الاجتهاد في الدراسة – بل بمدى ذكاء الطالب في تشكيل عاداته.
وبحسب ما نشره موقع India Today، فإن هناك 6 ممارسات يومية تُساعد على الأداء بشكل أفضل – دون توتر، كما يلي:
1. مراجعة الملاحظات قبل النوم
إن قضاء 5-10 دقائق في مراجعة الملاحظات الدراسية ليلًا يُساعد العقل على تخزين المعلومات بشكل أفضل، بخاصة أن النوم يُقوي الذاكرة.
2. بدء اليوم بقائمة مهام
إن وضع قائمة قصيرة ومُركزة كل صباح يُحدد المسار. فهو يُحسّن إدارة الوقت ويُجنّب التشتت الذهني. إن وضع الجدول بوضوح في وقت مبكر يجعل اليوم أكثر إنتاجية.
3. فترات راحة مُخطط لها
إن الدراسة المُتواصلة تُقلل التركيز. يمكن تجربة قاعدة 50-10-50 بحيث تكون الخمسين دقيقة للاستذكار والدقائق العشرة للراحة. تُساعد هذه الفواصل على تنشيط العقل والحفاظ على ثبات مستويات الطاقة.
4. الشرح للآخر
إن شرح المواضيع لشخص آخر – سواءً أكان حقيقيًا أم خياليًا – يُجبر الطالب على استيعاب المادة بعمق. يُحسّن التدريس الفهم ويكشف ما لم يعرفه الطالب بعد.
5. مياه الشرب ووجبات خفيفة
يحتاج العقل إلى طاقة. ينبغي على الطالب شرب الماء طوال اليوم، واختيار وجبات خفيفة تُنشّط العقل – مثل المكسرات أو الفاكهة – للبقاء متيقظًا أثناء جلسات الدراسة.
6. تأمل لمدة 5 دقائق
في نهاية كل يوم، يمكن أن يوجه الطالب الأسئلة التالية لنفسه: ماذا تعلم؟ ما الذي يُمكن تحسينه؟ يُساعد التأمل على تتبّع التقدم والحفاظ على التركيز على الأهداف الأكاديمية – بدون ضغط.
إن تناوُل كميات كبيرة من الكعك، والحلوى، والوجبات الجاهزة وما إلى ذلك من أطعمة- كفيل بأن يزيد من خطر الوفاة المبكرة، وفق ما أظهرت دراسة أُجريت في ثمان دول عن الأطعمة فائقة المعالَجة.
وشملت عيّنة الدراسة أشخاصاً من كولومبيا، وتشيلي، والمكسيك، والبرازيل، وأستراليا، وكندا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وعكف على تحليل بيانات الدراسة فريقٌ من الباحثين بقيادة إدواردو نيلسون من معهد أوزوالدو كروز في البرازيل.
ونُشرت الدراسة يوم الاثنين في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، وأوصى خبراء حكومات الدول بإصدار إرشادات غذائية تستهدف الحدّ من استهلاك الأطعمة فائقة المعالَجة.
ويعاني نصف عدد البالغين في البرازيل من الوزن الزائد، وثمة واحد من بين كل أربعة أشخاص يُصنّف سريرياً بأنه “مريض سِمنة”، بحسب بيانات صدرت عن منظمة الصحة العالمية في عام 2022.
وأخذ معهد أوزوالدو كروز في البرازيل زمام المبادرة برعاية من وزارة الصحة في البلاد، للتصدّي لهذه الأزمة المتنامية.
ووجدت الدراسة ارتباطاً محتملاً بين نسبة أربعة في المئة من الوفيات المبكرة وتناول أطعمة فائقة المعالَجة في الدول ذات الاستهلاك المنخفض، مثل كولومبيا.
فيما وجدت الدراسة أن هذه النسبة تزيد حتى تصل إلى 14 في المئة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بحسب نماذج حسابية اعتمدها الباحثون.
ووجد هؤلاء الباحثون أن الأطعمة فائقة المعالَجة تشكّل نسبة تصل إلى 53 في المئة من مدخول الطاقة التي يستهلكها البالغون في المملكة المتحدة- وهي أكبر نسبة في العالم بعد الولايات المتحدة.
وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن الربط بين الأطعمة فائقة الَمعالجة والوفاة المبكرة لنحو 17,781 شخصاً في المملكة المتحدة، خلال الفترة ما بين عامَي 2018 و2019.
وفي حديث لبي بي سي، قالت ميغان روسي، باحثة علوم التغذية في كليّة كينغز في لندن: “الأرقام في زيادة مستمرة، ولا أرى في الأمر ما يدهش”.
وأضافت ميغان: “نحن نعلم منذ زمن طويل أن أطعمة معيّنة- وهي تلك التي تحتوي على كيماويات نباتية وألياف- تحمي خلايانا من التأكسد والالتهاب. هذه الأطعمة ضرورية ووقائية جداً ضد المرض؛ وإذا فرّطنا في تناول تلك الأطعمة، فإننا نفرّط بذلك في تلك الحماية التي تجلبها لخلايانا”.
وحذّرت ميغان من الأثر السلبي المضاعَف الناجم عن تناوُل الأطعمة فائقة المعالَجة، قائلة إن الإفراط في تناول هذا النوع من الأطعمة يعني في المقابل عدم تناول الأطعمة المؤكسدة كالفاكهة والخضروات.
الأمر الثاني الذي حذّرت منه الباحثة هو أن الأطعمة فائقة المعالَجة تكون سائغة ولا تمنح من يتناولها إحساساً بالشبع لفترة طويلة، ما يعني أنه سيُقبل أكثر وأكثر على تناولها
نسَق
تتزايد نسبة اتفاق العلماء على أن الأطعمة فائقة المعالَجة ضارة بصحّة الإنسان، لكن التحدّي هو وصول هذه النسبة إلى مئة في المئة.
ورصدت دراسات عديدة نسَقاً بين الأطعمة فائقة المعالَجة وضعف الصحة، لكن أحداً لم يستطع أن يثبت أن هذه الأطعمة هي سبب ذلك الضعف في الصحة، فلا يوجد دليل قاطع حتى الآن.
لكن الثابت رغم ذلك هو أن الباحثين وجدوا روابط متّسقة بين الأطعمة فائقة المعالَجة والعديد من الأمراض الصحية.
ونشرت المجلة الطبية البريطانية في العام الماضي دراسة كانت قد شملت حوالي 10 ملايين شخص يتناولون الأطعمة فائقة المعالَجة، ووجدت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص معرّضون أكثر من غيرهم لخطر الوفاة جرّاء الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسِمنة، والسُكري من النوع الثاني، والقلق والاكتئاب.
ومع ذلك، يصعُب القطع بأن الأطعمة المعالَجة هي سبب المرض، أو أن السبب هو احتواء هذه الأطعمة على مستويات عالية من الدهون والسكر والملح- وهي مكونات من المعروف أنها تساهم في اكتساب الوزن وفي أنواع محدّدة من السرطان.
وأشار علماء تغذية عديدون إلى أوجُه قصور في الدراسة التي قادها إدواردو نيلسون. ومن هؤلاء العلماء: ستيفن برغيز، الخبير بوحدة الإحصاء الحيوي بجامعة كمبريدج، والذي رأى أن الدراسة كانت رصدية لا تستطيع أن تُثبت سبباً.
وفي ذلك يقول برغيز: “هذا النوع من الدراسات ليس في وسعه أن يثبت أنّ استهلاك أطعمة فائقة المعالَجة هو شيء ضارّ، لكنه في الوقت ذاته يرصُد دليلاً على العلاقة بين استهلاك تلك الأطعمة وضَعف الصحة”.
“وقد يكون السبب في هذا الضَعف الصحيّ ليس الأطعمة فائقة المعالَجة؛ وقد يكون شيئاً مرتبطاً باللياقة البدنية، وبهذا يمكن أن تكون الأطعمة فائقة المعالَجة مجرّد عابر سبيل بريء لا علاقة له بهذا الضَعف”، على حدّ تعبير برغيز.
لكن بيرغز يستدرك قائلا: “عندما نرى هذا الارتباط بين تلك الأطعمة والضَعف الصحي في العديد من الدول والثقافات، فإن ذلك كفيل بأن يثير الشكوك في كون الأطعمة فائقة المعالَجة أكثر من مجرّد عابر سبيل”.
كيف تعرف أنك تتناول أطعمة فائقة المعالَجة؟
تغيّرت طُرق إنتاج الأطعمة تغيراً جذرياً على مدار الـ 50 عاماً الماضية.
وتُصنّف الأطعمة بأنها فائقة المعالَجة تبعاً لعدد المعالجات التصنيعية التي تمرّ عليها، وكذلك تبعاً لعدد المكونات الداخلة فيها- وهي مكونات عادة ما يتعذّر النُطق بأسمائها.
وتحتوي معظم الأطعمة فائقة المعالَجة على نِسب مرتفعة من الدهون أو السكر أو الملح؛ ويمكن تسمية العديد منها “أطعمة سريعة”.
أما أقلّ الأطعمة احتواءً على نِسب الدهون أو السكر أو الملح، فهي الفواكه والخضروات- وهي غير معالَجة على الإطلاق.
ويُراعى في تصنيع الأطعمة المعالَجة أن تبقى صالحة لمدة أطول، وأن تكون ألذَّ مذاقاً، كما أنها غالبا ما تحتوي على الملح أو الزيت أو الخمائر.
ونحن إنما نتناول هذه المنتجات بإفراط لأنّ لها أصنافاً عديدة بنكهات مختلفة، ولأنها أرخص ثمناً، وأسهلُ في الأكل، ولأنها تحظى بإعلانات كثيرة تجذب إليها الناس، ولا سيما الأطفال.
وتشير باحثة علوم التغذية ميغان روسي إلى أن الفئات التي تُقبل على تلك الأطعمة فائقة المعالَجة عادة ما تكون لهم سلوكيات أخرى غير صحيّة، كالتدخين وقلّة ممارسة تمارين اللياقة البدنية
علامات الإنذار تشمل:
المكوّنات التي لا يمكنك نُطق اسمها.
وجود أكثر من خمسة مكوّنات على الغلاف.
كلّ ما لم تكن جدتك تطبخه.
مكونات معيّنة يشير وجودها إلى احتمال أن يكون الطعام فائق المعالَجة:
المكثّفات مثل النشا المعدّل.
الصمغ (صمغ الزانثان، وصمغ الغوار).
المستحلبات (مثل ليسيثين الصويا والكاراجينان).
بدائل السكر (مثل الأسبارتيم والـ ستيفيا).
أصباغ الطعام الصناعية التي لا تُستخرج من النباتات.
النكهات الصناعية وغيرها من المكونات التي لا مكان لها في خزانة المطبخ بالمنزل أو حتى على الأرفُف في المحالّ التجارية.
منذ جائحة كوفيد-19، ازداد استخدامنا لمنتجات التنظيف بشكل كبير، لكن بعض المنتجات التي نستخدمها لتنظيف منازلنا، قد تنطوي على مخاطر صحية.
يستخدم الناس المواد الكيميائية للتنظيف منذ حوالي 5 آلاف عام، حين كان الرومان القدماء يستخدمون “البول” كمنظف احترافي لتنظيف الأنسجة، ولحسن الحظ أننا قطعنا شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين.
ففي الآونة الأخيرة، غيّرت جائحة كوفيد-19 عادات التنظيف اليومية، حيث أصبح الكثير من الناس أكثر وعياً بمسببات الأمراض المحتملة في المنزل.
ووفقاً لدراسة فنلندية، ازداد استخدام الناس لمنتجات التنظيف بشكل كبير خلال الجائحة، حيث وجد العلماء أنه خلال هذه الفترة، زاد اهتمام الناس بالنظافة بنسبة 70 في المئة، وزادت كمية مواد التنظيف التي يستخدمونها بنسبة 75 في المئة.
وتقوم منتجات التنظيف المنزلية – بما في ذلك المنتجات المضادة للبكتيريا – بقتل معظم البكتيريا الضارة في المراحيض وأسطح المطابخ وأماكن أخرى في المنازل، غير أن هناك العديد من الأدلة العلمية التي تظهر أن مواد التنظيف يُمكن أن تزيد من تعرضنا لمختلف ملوثات الهواء الكيميائية الضارة.
فما هي المخاطر التي ينطوي عليها تنظيف منازلنا بانتظام، وهل يجب أن نقلق بشأن المنتجات التي نستخدمها؟
تقول إيميلي باتشيكو دا سيلفا، وهي باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية “إنسرم”، ومتخصصة في تأثير المطهرات ومنتجات التنظيف على مرضى الربو – إن “استخدام منتجات التنظيف المنزلية، يعد أحد عوامل الخطر التي يُمكن تعديلها فيما يتعلق بمرض الربو”، ويعني ذلك إمكانية تغيير هذا السلوك، لتقليل خطر الإصابة بمرض الربو، وتخفيف أعراضه.
وتوصل العلماء – الذين قاموا عام 2024 بتحليل 77 دراسة تبحث في الآثار الصحية لمنتجات التنظيف المنزلية – إلى أن منتجات التنظيف المنزلية يُمكن أن يكون لها تأثير ضارّ على صحة الجهاز التنفسي، ويشيرون إلى أن منتجات التنظيف التي تُستخدم في شكل رذاذ لها تأثيرات ضارة على الجهاز التنفسي أكثر من السوائل والمناديل.
بخاخات التنظيف ومرض الربو
بخاخات التنظيف يكون لها تأثير ضارّ على صحة الجهاز التنفسي
وجد العلماء أن الاستخدام المنتظم لبخاخات التنظيف يزيد من خطر الإصابة بالربو وتحفيز أعراضه لدى المصابين به، وخاصة لدى البالغين، كما يُفاقم مشكلة الأزيز (صوت الصفير الناتج خلال التنفس) لدى الأطفال.
وارتبط استخدام البخاخات بين أربع وسبع مرات أسبوعياً بزيادة خطر الإصابة بالربو لدى الشباب على وجه التحديد، ويوجد بعض الأدلة على أن الأعراض تزداد سوءاً مع زيادة الاستخدام.
يقول الباحثون إن البخاخات أسوأ من أنواع أخرى من منتجات التنظيف، لأن المواد الكيميائية تنتشر في الهواء، وبالتالي يسهل علينا استنشاق كميات أكبر منها.
كما وجدت بعض الدراسات علاقة بين التعرض لمنتجات التنظيف خلال فترة الحمل، والأزيز المستمر (الصفير الناتج عن التنفس) في مرحلة الطفولة المبكرة، وتضيف الدراسات أن هذه المنتجات يُمكن أن تمثل خطراً أكبر على الأطفال، الذين يتنفسون بشكل أسرع من البالغين.
ويرجع أحد أسباب ذلك إلى أن استخدام منتجات التنظيف يُنتج مركبات عضوية متطايرة، يُمكن أن تسبب تهيج الأذن والأنف والحلق.
وتقول نيكولا كارزلو، أستاذة كيمياء الهواء في جامعة يورك في المملكة المتحدة، إن “هناك ما يكفي من الأدلة لمعرفة أن منتجات التنظيف ضارّة لبعض الناس، خاصةً إذا كانوا يستخدمونها بكثرة، والأصعب من ذلك هو تحديد المواد الكيميائية المضرّة”.
ومع ذلك، توجد بعض الأدلة التي تشير إلى وجود مخاطر أكبر مرتبطة بمواد كيميائية محددة، بما في ذلك الكلور والأمونيا، وحمض الهيدروكلوريك، والكلورامين، وهيدروكسيد الصوديوم، حيث إنها مواد مهيّجة ومضرّة على المدى الطويل، واستنشاقها قد يؤدي إلى تلف أنسجة الخلايا.
ماذا عن منتجات التنظيف الطبيعية و”صديقة البيئة”؟
وتزايد الطلب خلال السنوات الأخيرة على منتجات التنظيف المنزلية الطبيعية التي لا تحتوي على أي مواد كيميائية اصطناعية، وتلك التي تدّعي أنها صديقة للبيئة.
وخلص الباحثون في مراجعتهم عام 2024 إلى أن “المنتجات الصديقة للبيئة” التي تحتوي على مكونات قابلة للتحلل الحيوي فقط، يبدو أنها أقل ضرراً من المنتجات التقليدية، رغم أنهم يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من تأثيرها على صحة الجهاز التنفسي.
وعندما أدركت باتشيكو دا سيلفا أنه لا توجد دراسات حول تأثير المنتجات الصديقة للبيئة، والمنتجات منزلية الصنع على صحة الجهاز التنفسي، قامت بتحليل بيانات أكثر من 40 ألف شخص، وسألتهم عن صحة الجهاز التنفسي واستخدامهم لمنتجات التنظيف المنزلية، على مدار الاثني عشر شهراً السابقة.
وتوقعت باتشيكو دا سيلفا أن تُظهر البيانات أن استخدام المناديل المنزلية التي تحتوي على مطهر بشكل أسبوعي، سيكون له تأثير ضارّ على الربو، وأن استخدام البخاخات والمناديل الصديقة للبيئة، والمنزلية الصنع سيكون أقل ضرراً، ورأت في البداية أن الاستخدام الأسبوعي، لمنتجات الفئات الثلاث، له علاقة بمرض الربو.
لكن عندما درست دا سيلفا الاستخدام بشكل أسبوعي لفئات منتجات التنظيف – مع الأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين يستخدمون مواد التنظيف التي تحتوي على المهيّجات أو البخاخات العادية – أثبتت المنتجات التي تحمل علامة “صديقة للبيئة” والمنتجات منزلية الصنع عدم علاقتها بالربو، على حين ظل استخدام المناديل المبللة مرتبطاً بشكل كبير بمرض الربو.
وتقول دا سيلفا إن الدراسة تشير إلى أن الاستخدام المنزلي للمنتجات الصديقة للبيئة، والمنتجات المصنوعة منزلياً قد يكون أقل ضرراً لمرض الربو، لكن استخدام المناديل المبللة قد يكون ضارّاً”.
مع ذلك، تقول إنه لا يوجد تعريف موحَّد لمنتجات التنظيف “الصديقة للبيئة”، ما قد يحرّف نتائج الدراسة.
وفي الواقع، فإن مصطلح “صديق للبيئة” يُساء استخدامه بشكل كبير في شعارات التسويق، وتضيف كارزلو أن بخاخات التنظيف “الصديقة للبيئة” ليست بالضرورة أفضل لنا، لأن أجسامنا لا تعرف الفرق بين المكونات الطبيعية، والمكونات التي يصنعها الإنسان.
وبحثت كارزلو في إحدى الدراسات حول التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند استخدام منتجات تنظيف تحتوي على مكونات طبيعية، ووجدت أنها غالباً ما تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية العطرية، مثل منتجات التنظيف العادية.
وتقول: “مع منتج التنظيف برائحة الليمون، على سبيل المثال، لا يهم إذا كانت الرائحة ناتجة عن الليمون أو مصنّعة في المصنع، فهو نفس المركب عندما ينتشر في الهواء”.
وعندما يخضع الليمونين – المركب الموجود في الليمون – لتفاعلات كيميائية، يُمكن أن ينتج مادة الفورمالديهايد التي تعرف بأنها مادة مسرطنة.
ويختار بعض الأشخاص استخدام منتجات التنظيف منزلية الصنع، على افتراض أنها صحية أكثر. ويقول العلماء: “هناك بعض الأفكار العامة حول ما يُمكن أن تكون عليه هذه المكونات (الماء والملح، وحمض الستريك، أو حمض الليمون، وبيكربونات الصوديوم)، لكن يوجد نقص في المعلومات حولها، وحول كيفية استخدام المكونات النشطة بأمان”.
منتجات التنظيف ومقاومة المضادات الحيوية
كما توجد مخاوف بين العلماء من أن الاستخدام المكثف لمنتجات التنظيف المضادة للبكتيريا، يساهم في مقاومة المضادات الحيوية، وهي العملية التي تُطور فيها البكتيريا دفاعات ضد المضادات الحيوية ما يقلل من فعاليتها ضد بعض أنواع العدوى.
وتقول إيلين لارسون، أستاذة علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إن بعض الدراسات تظهر أن استخدام المنتجات المضادة للبكتيريا يُمكن أن يسبب تفاعلاً متبادلاً، مع بعض المضادات الحيوية، ما يعني أنك قد تحصل على مقاومة لتلك المضادات الحيوية ما يعيق فعاليتها.
وتوضح لارسون أنه “في نهاية المطاف، ربما نقلل نظرياً من قدرة وظيفة المناعة على الاستجابة لمواجهة الكائنات الحية”، وتضيف أنه يُمكن تفسير ذلك من خلال فرضية النظافة، التي تقول إنه كلما زاد عدد البكتيريا والفيروسات والميكروبات التي يتعرض لها الأطفال في سن مبكرة، تَطور جهاز المناعة لديهم بشكل أفضل. مع ذلك، في السنوات الأخيرة، كان هناك بعض الخلاف بين العلماء حول دقة هذه النظرية.
وكرّست لارسون حياتها المهنية لدراسة مقاومة البكتيريا، وفي عام 2007، أجرت دراسة للتعامل مع مخاوفها المتزايدة بشأن تعرض البشر للصابون المضاد للميكروبات ومنتجات التنظيف المنزلية.
وأرادت لارسون معرفة ما إذا كان هناك أي فائدة صحية عند استخدام المنتجات التي تحمل علامة مضاد للبكتيريا، إذ أعطت 238 عائلة تعيش في مانهاتن، منتجات مثل بخاخ المطبخ ومنظف الأسطح الصلبة (إما مضاد للبكتيريا أو لا يحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا) بشكل عشوائي، وكانت جميع هذه المنتجات متوفرة تجارياً لكنها أزالت الملصقات الموجودة عليها. ثم راقبت لارسون المشاركين كل أسبوع لمدة عام تقريباً، وسجلت الأعراض الفيروسية التنفسية التي أبلغوا عنها، مثل الإنفلونزا، ونزلات البرد، والسعال، وسيلان الأنف.
وفي نهاية الدراسة، لم تجد لارسون أي اختلاف في الأعراض التنفسية بين المشاركين. وفي النهاية، لم يكن احتواء المنظفات المستخدمة في الاستحمام، و منظفات الملابس والمنسوجات، ومنظفات الأسطح الصلبة، على مكونات مضادة للبكتيريا، أمراً مهما على ما يبدو..
وتقول لارسون: “كان هذا دليلاً جيداً على أن الشيء الأكثر أهمية هو الاحتكاك بين السطح والقماش نتيجة التنظيف، ولا يهم كثيراً ما إذا كان المنتج يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا”.
ووجدت دراسات أخرى أن الاستحمام بصابون غير مضاد للبكتيريا، يزيد من كمية البكتيريا الجلدية المنتشرة في الهواء من حولنا، وتشير لارسون إلى أن ذات الشيء قد يحدث عندما ننظف منازلنا.
وتنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأن حركة غسل اليدين هي الأكثر فعالية، وأنه لا توجد مجموعة أبحاث قاطعة تُظهر أن الصابون المضاد للبكتيريا، أكثر فعالية من الماء والصابون العادي.
ومع ذلك، خلصت لارسون في الدراسة إلى أن أنواع العدوى التي من المرجح أن تتأثر بالتنظيف المنزلي، مثل أمراض الجهاز الهضمي، قد تكون بكتيرية المنشأ، لكن المنتجات المختارة في الدراسة، لا تحتوي على خصائص مضادة للفيروسات.
وتقول لارسون إن السبب في ذلك يرجع إلى أن المنتجات المضادة للبكتيريا لا تؤثر على الفيروسات التي يُمكن أن تكون منتشرة في الهواء، وغالباً ما تكون سبباً في الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
وتضيف لارسون: “احتمال أن تسبب المواد الموجودة خارج أجسامنا تلوثاً هو أقل بكثير من احتمال استنشاق فيروس الإنفلونزا، لذلك فإن المنتجات المضادة للبكتيريا لا تؤثر على ديناميكية انتقال العدوى”.
وتضيف لارسون أن المنتجات المضادة للبكتيريا قد تساعد في علاج التهابات الجهاز الهضمي والعدوى البكتيرية التي تصيبه، مثل السالمونيلا، من خلال قتل أو تثبيط نمو البكتيريا الضارّة.
وكتبت لارسون في ورقتها البحثية أن أي فائدة محتملة لاستخدام منتجات التنظيف المضادة للبكتيريا، يجب أن تُوازن مع الخطر النظري لمقاومة المضادات الحيوية.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة شيفيلد أن المنظفات التي لا تحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا، يُمكن أن تقتل الفيروسات المغلفة (الفيروسات ذات الطبقة الخارجية)، التي تشمل فيروس كورونا.
كيف ننظف منازلنا؟
تقول كارزلو: “لا يعرف العلماء الآليات المحددة وراء العلاقات بين منتجات التنظيف المنزلية وصحتنا، لكن النصيحة العامة هي تقليل تعرضنا لها، واستخدامها فقط بقدر ما نحتاج إليها”، على سبيل المثال، تنصح جمعية الرئة الأمريكية بإبقاء المكان الذي يتم تنظيفه جيد التهوية، وتجنب استخدام المواد المهيّجة.
ويقول كارزلو: “لا أحد يقترح التوقف عن التنظيف لأن له تأثيراً كبيراً في تقليل الأمراض التي كنا نصاب بها قبل 50 عاماً”، مضيفة أنه يجب أن نتأكد دائماً من وجود تهوية جيدة في الغرفة التي نقوم بتنظيفها، مثل وجود نافذة مفتوحة.
وتقول إن هناك طريقة أخرى لتقليل المخاطر على صحتنا، ومنها استخدام المنظفات السائلة بدلاً من البخاخات.
وتضيف أن “البخاخات تقوم بتحويل المواد الكيميائية الموجودة في المنتج إلى رذاذ وبالتالي يسهل استنشاقها، بينما مع المنتجات السائلة تقل احتمالية ذلك”.
وتنصح كارزلو أيضاً بالتقليل من استخدام المنظفات التي تحتوي على الكثير من العطور المضافة، لأن ذلك يزيد عموماً من احتمال احتوائها على منتجات تهيج المجرى التنفسي لدينا.
ويوجد إجماع على أن تنظيف منازلنا أكثر أماناً بالتأكيد من عدم تنظيفها على الإطلاق، ومع الأبحاث التي تشير إلى أن المنتجات “الصديقة للبيئة” أو “الطبيعية” قد تشكل أيضاً بعض المخاطر، ربما يجب أن نضع في اعتبارنا أن المجهود الذي نبذله فعّال على الأقل، بنفس فعالية منتجات التنظيف التي نختارها، حيث إن الاحتكاك الذي يحدث عندما نمسح الأسطح يساعد على إزالة البكتيريا.
يقدم لنا إيثان كروس، خبير علم النفس الانفعالي، في هذا المقال مجموعة من القواعد والأدوات التي من شأنها أن تساعدنا في تحسين حالتنا النفسية عندما نواجه صعوبات.
دأب كروس، منذ الصغر، على “مراقبة المشاعر” والأساليب غير الفعّالة التي نمارسها أثناء مواجهتنا للصعوبات، ويقول: “بدا الأمر وكأننا جميعاً نترنح، وأحياناً نعثر بالمصادفة على حلول مؤقتة تساعدنا في التحكم في انفعالاتنا. في بعض الأحيان، كانت أدواتنا الارتجالية مفيدة، وأحياناً أخرى كانت تفاقم المشكلات، كان ذلك يبدو عشوائيا، وغير مجد”.
ويطمح كروس، بوصفه أستاذاً في علم النفس بجامعة ميشيغان ومديراً لمختبر المشاعر وضبط النفس، إلى تغيير هذا الواقع المؤسف، كما يهدف من خلال كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “تحوّل: كيف تدير مشاعرك حتى لا تسيطر عليك”، إلى تزويدنا بمجموعة من الأدوات التي تساعدنا في التعامل مع تقلّباتنا الانفعالية بطريقة أكثر فاعلية.
أجرى كروس حواراً مع ديفيد روبسون، محرر الشؤون العلمية في بي بي سي، بشأن فوائد المشاعر “السلبية”، وأهمية توفير بيئات آمنة، فضلا عن الجوانب الإيجابية غير المتوقعة لعملية “الإلهاء” تجنبا لمواجهة مباشرة مع الصعوبات
يقول كروس إن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يكون أداة قوية لتحسين الحالة المزاجية
ما هي أكثر التصورات الخاطئة شيوعاً عن المشاعر؟
من المفاهيم المغلوطة الشائعة بين الناس الاعتقاد بأن هناك مشاعر إيجابية وأخرى سلبية، وأنه ينبغي لنا السعي من أجل التخلص تماماً من جميع المشاعر السلبية لدينا، لكن، في رأيي الشخصي، هذا تصور خاطئ، نظرا لأن قدرتنا على الإحساس بكافة المشاعر نشأت نتيجة لحدوث سبب وجيه لذلك.
فالغضب، على سبيل المثال، قد يدفعنا إلى تصحيح ظلم وقع إذا كان هناك مجال للإصلاح. أما الحزن، فقد يساعدنا على التأمل وإعادة ضبط أمورنا في المواقف التي شهدت تغيراً جذرياً. وحتى الحسد قد يكون دافعاً لنا لتحقيق أهدافنا. فعندما تكون المشاعر ضمن الحدود الصحيحة، وتلك نقطة بالغة الأهمية، فإنها جميعاً تؤدي دورا مفيدا للشخص.
ومن بين الوسائل الفعّالة لترسيخ هذه الفكرة في الأذهان التفكير في الألم الجسدي، الذي يُعدّ أحد أكثر الحالات الانفعالية سلبا على الشخص، فكثيرون يتمنون حياة خالية تماماً من الألم الجسدي، غير أن بعض الأفراد يولدون فاقدين هذه القدرة نتيجة خلل جيني، وغالباً يموت هؤلاء الأطفال في سن مبكرة مقارنة بمن يستطيعون الشعور بالألم. فعندما تضع أيديهم في النار، لا يتلقون أي إشارة تنبههم إلى ضرورة إبعادها، والمبدأ ذاته ينطبق على جميع مشاعرنا السلبية.
كما يشعر كثيرون بالتحرر عندما يدركون أنهم ليسوا مضطرين للسعي من أجل حياة خالية تماماً من المشاعر السلبية، بل إن الهدف الأكثر منطقية هو العمل على ضبط هذه التجارب الانفعالية وإبقائها ضمن الحدود المعقولة، وهو برأيي هدف يمكن تحقيقه.
يظن كثيرون أن انفعالاتهم لا تخضع لسيطرتهم، في رأيك، ما سبب هذه التصور الانهزامي؟ وما النتائج المترتبة عليه؟
أرى أن الأمر يتوقف على الجانب الذي نركز عليه في تجربتنا الانفعالية. فكثيراً ما نجد أنفسنا عاجزين عن السيطرة على الأفكار والمشاعر التي تنشأ تلقائياً خلال يومنا، لكننا قادرون على التحكم في كيفية التعامل معها بمجرد أن تنشط، وهنا تكمن أهمية ضبط المشاعر وتنظيمها.
لكن إذا كنت مقتنعاً بعجزك عن إنجاز أمر معين، فلن تبذل أي جهد فيه، فعلى سبيل المثال، إن لم تؤمن بأن ممارسة التمارين الرياضية ستحسّن لياقتك البدنية، فلن تجد أي دافع لبذل الجهد فيها. وبنفس الطريقة، إن لم تؤمن بإمكانية استخدام استراتيجيات متنوعة لإدارة انفعالاتك، فلن تسعى إلى الاستفادة منها.
كيف يمكننا تعديل طريقة تعاملنا مع المشاعر الصعبة؟
يعد الاستماع إلى الموسيقى مثالاً على أداة لا تُستغل بالقدر الكافي، فإذا سألت الأشخاص عن سبب استماعهم للموسيقى، فإن الغالبية العظمى، وتكاد تبلغ 100 في المئة، ستجيب بأنها تستمتع بالإحساس الذي تولّده الموسيقى في داخلها. لكن بالنظر إلى سلوك الأشخاص أثناء معاناتهم من مشاعر سلبية، كالغضب أو القلق أو الحزن، نجد أن قلة فقط تلجأ إلى الاستماع للموسيقى كوسيلة للتعامل مع تلك المشاعر.
إنها مجرد فئة واحدة مما أُطلق عليه مصطلح “المُحَوِّلات”، وهي أدوات قادرة على التأثير في مشاعرنا، فبمجرد إدراكك لطريقة عملها، تستطيع توظيفها بشكل أكثر استراتيجية في حياتك اليومية
لا يجب علينا المفاضلة بين الإقدام في مشاعرنا أو التراجع عنها، بل بوسعنا أن نوازن بين الأمرين بمرونة
تشير في حديثك إلى أن تغيير البيئة قد يكون له أثر بالغ في تحسين جودة حياتنا النفسية. ولعلنا جميعاً قد اختبرنا هذا الإحساس خلال العطلات، لكن كيف يمكننا الاستفادة من هذا المبدأ في حياتنا اليومية؟
أكرر أن العديد من الأشخاص يشعرون براحة وتجدد حالتهم النفسية عندما يزورون مكانا مختلفاً تماماً، خالياً من أي ارتباط بأجواء العمل. بيد أننا لا نستطيع دائماً أن نحصل على إجازة، لذا أحرص دوما على تذكير الناس بأن هناك في محيطهم أماكن قد يكون لها تأثير إيجابي على حالتهم المزاجية.
نتحدث كثيراً عن التعلق بالأشخاص، وعندما نمر بأوقات عصيبة، قد يكون وجود شخص معين بالقرب منا مصدراً للطمأنينة والقدرة على الصمود. لكننا نتعلق أيضاً بأماكن معينة في بيئتنا. فالأماكن المفضّلة بالنسبة لي، على سبيل المثال، تشمل الحديقة النباتية القريبة من منزلي، ومكاني المفضّل الذي شهد ولادة كتابي الأول، وأحد مكاتبي داخل الحرم الجامعي. فبمجرد أن أخطو إلى هذه الأماكن، تتدفق داخلي مشاعر إيجابية تساعدني على التعامل مع حالتي الانفعالية.
أرى أنها لا تختلف كثيراً عن “المخبأ أو الملاذ الآمن” في الأفلام أو روايات الجاسوسية، فجميعنا لدينا هذا “الملاذ الآمن” في الحياة، ومن الحكمة أن نلجأ إليه عندما نمر بلحظات صعبة، إنها وسيلة فعّالة لإدارة انفعالاتنا النفسية انطلاقاً من الخارج إلى الداخل.
ويستطيع كل إنسان أن يصوغ بيئته الخاصة بعناية، بحيث تصبح ملاذاً يبعث السكينة في نفسه، وقد أثبتت الدراسات أن النباتات، وكذلك الصور التي تعكس مساحات خضراء، تمتلك قدرة عجيبة على تهدئة النفس.
والأمر لا يقتصر على الطبيعة وحدها، بل يشمل أيضاً صور الأحباء، فقد أجرينا دراسات شملت عرض صور لشخصيات عزيزة وقريبة من المشاركين في الدراسة عندما واجهوا مواقف صعبة، وخلصت نتائج دراستنا إلى أن ذلك يسرّع من وتيرة تعافيهم بعد التجربة.
هل الغاية أن نصبح أكثر إدراكاً للطرق التي يمكننا من خلالها التأثير على انفعالاتنا، بدلاً من تركها رهينة للظروف؟
إحدى الغايات التي أرجوها من هذا الكتاب هي أن نلهم الناس ليصبحوا أكثر وعياً في توظيف هذه الأدوات، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل حياتهم، لا بطريقة عشوائية بل عن سابق إدراك وتخطيط.
وأعترف بأنني فوجئت عندما وجدت أن الإلهاء والتجنب قد يشكلان وسيلة بنّاءة في التعامل مع المشاعر. كيف يمكن ذلك؟
لطالما اعتُبر “التجنب”، أي السعي المتعمد لعدم التفكير في أمر معين من خلال الإلهاء أو الانخراط في سلوكيات أخرى، بمثابة أداة غير صحية، ومما لاشك فيه أن المبالغة في تجنب مواجهة الأمور ارتبطت بنتائج سلبية، لذا فهو ليس نهجاً أوصي به لأي شخص.
ولسنا مضطرين إلى المفاضلة بين الاستسلام لمشاعرنا أو التراجع عنها، بل بوسعنا أن نوازن بين الأمرين بمرونة، وأظهرت الدراسات أن أولئك القادرين على التحرك بسلاسة بين مواجهة مشاعرهم وتجنبها، وبين التعبير عنها وكتمانها، غالبا هم الفئة التي تنعم بحالة نفسية مستقرة على المدى البعيد.
والسؤال كيف يمكن أن ينعكس هذا النهج في حياتنا اليومية؟
لنفترض أنك تأثرت انفعالياً بسبب موقف معين، مثل خلاف نشب بينك وبين شخص آخر. قد يكون من المفيد أحياناً معالجة الأمر على الفور، غير أنه قد يكون من الحكمة في بعض الحالات الأخرى التوقف عن التفكير في المشكلة أو تأجيل مواجهتها لفترة وجيزة.
أقول ذلك رغم أنني، بطبيعتي، أميل إلى معالجة الأمور في لحظتها، والتوصل إلى حل سريع لحل الأمر، وعلى الرغم من ذلك، فقد وجدت أحياناً أن الانشغال بنشاط مختلف تماماً ليوم واحد ثم العودة إلى المشكلة لاحقاً يساعدني في إدراك أنها قد لا تكون مشكلة أصلاً، أو أن حدّتها قد تراجعت، الأمر الذي يتيح لي التعامل معها بمنظور أكثر شمولاً.
المقارنات الاجتماعية مع الآخرين، كيف نواجه تلك العادة التي تفسد راحتنا؟
لطالما ترددت على مسامعنا تلك النصيحة الذهبية “لا تقارن نفسك بالآخرين”، لكن، أي حظ ينتظر من يحاول الامتثال لها؟ فنحن، بحكم فطرتنا ككائنات اجتماعية، لا نكفّ عن قياس ذواتنا بمقاييس الآخرين، إذ تكمن في هذه المقارنة إحدى السُبل التي تجعلنا نفهم هويتنا ومركزنا في هذا العالم.
ومما لا شك فيه أننا كثيراً نقع في شرك المقارنات التي تجعلنا نشعر بالإحباط، ولكن يمكننا إعادة صياغة هذه المقارنات بطريقة قد تجعلها دافعاً لنا بدلاً من أن تمثل عبئاً علينا.
فعندما أعرف أن شخصاً آخر تفوق عليّ في أمر ما، يمكنني أن أقول لنفسي: “لقد تمكن (هذا الشخص) من تحقيق ذلك، فلماذا لا أتمكن أنا أيضاً من تحقيقه؟” وبهذه الطريقة تصبح المقارنة وسيلة للتحفيز وهدفاً يمكنني السعي من أجل تحقيقه.
هل لديك أسلوب معين تعتمد عليه في مواجهة الصعوبات؟
عندما أجد نفسي في موقف صعب، فإن استراتيجيتي الأولى للدفاع عن نفسي هي استخدام الحديث مع نفسي بصيغة الغائب. أخاطب نفسي باسمي وأستخدم ضمير المخاطب “أنت”، كما لو كنت أواسي صديقاً أثقلته الهموم.
كما أنني أمارس ما يعرف باسم “السفر ذهنياً عبر الزمن”، فأطرح على نفسي تساؤلات مثل: “كيف سيكون شعوري تجاه هذا الأمر بعد يوم أو عشرة أيام أو حتى عشرة أشهر؟” ثم أعود أيضاً بذاكرتي إلى الوراء، متسائلاً: “كيف يُقَارن هذا التحدي بصعوبات أخرى عانيت منها في الماضي؟”
وتقودني هذه الأدوات، غالبا، إلى الحالة الانفعالية التي أسعى إليها، ولكن إن لم تكن هذه الأدوات كافية، فلابد من الاستعانة بمعاونين، وهم أفراد في محيط حياتي يمتلكون القدرة على فهم مشاعري والتفاعل معي بعمق وتقديم النصح السديد، كما أنني ألجأ إلى المشي في مساحات خضراء أو أزور أحد أماكني المفضلة التي تمنحني راحة نفسية.
التعرض المبكر للتراب يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأطفال بالحساسية
تشير العديد من الدراسات إلى أن التعرض المبكر للتراب يمكن أن يقلل من خطر إصابة الأطفال بالحساسية والحالات المناعية الذاتية. بعبارة أخرى، قد يحمي من الحالات التي يتفاعل فيها الجهاز المناعي بشكل غير مفيد مع المواد المسببة للحساسية أو مع أنسجة الجسم، بحسب ما نشره موقع
Live Science
مع تطور الجهاز المناعي للطفل في السنوات الأولى من الحياة، يتعين على جيش الخلايا الواقية داخل الجسم أن يتعلم كيفية التمييز بين خلايا الجسم والمواد الغريبة التي إما تكون غير ضارة أو مسببة للأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات. يجب أن يتعلم كيفية اكتشاف مسببات الأمراض المسببة لمهاجمتها
تعزيز جهاز المناعة
قال غراهام روك، أستاذ فخري في علم الأحياء الدقيقة الطبية في جامعة لندن، اتضح أن الإشارات الجزيئية التي تدفع توسع هذا الذراع التنظيمية للجهاز المناعي تأتي بشكل أساسي من الميكروبات الموجودة في الأمعاء. تسمى هذه المجموعة من الميكروبات “ميكروبيوم الأمعاء” وهي ضرورية لصحة الإنسان. على سبيل المثال، تساعد بعض هذه الميكروبات في إنتاج الفيتامينات التي يحتاجها الجسم للعيش، وتساعد في هضم الطعام
الولادة والرضاعة الطبيعية
السنة الأولى من الحياة حاسمة لتطور الميكروبيوم. يتلقى الأطفال البكتيريا أثناء مرورهم عبر قناة الولادة، إذا في حالات الولادة الطبيعية، ومن الحليب إذا كانوا يرضعون رضاعة طبيعية. مع نمو الأطفال، يتعرضون بشكل مطرد للميكروبات من مجموعة واسعة من المصادر.
“فرضية الأصدقاء القدامى”
تشير نظرية تسمى “فرضية الأصدقاء القدامى” إلى أنه كلما زاد نطاق الميكروبات التي يتعرض لها الجسم في مرحلة الطفولة المبكرة، كانت الميكروبات أكثر تنوعًا أصبح جهاز المناعة أفضل في التعرف على الصديق من العدو. يشير مصطلح “الأصدقاء القدامى” إلى الميكروبات المفيدة أو “المتعايشة” التي تعيش على الجسم وفي داخله دون الإضرار بصحة الإنسان.
تشبه النظرية، التي اقترحها روك في عام 2003، فرضية النظافة الأكثر شهرة، والتي تشير إلى أن الافتقار إلى التعرض المبكر للجراثيم يجعل الأشخاص أكثر عرضة لحالات المناعة.
على سبيل المثال، أظهرت دراسات متعددة وجود صلة بين النشأة في مزرعة أو في منزل به حيوانات أليفة وانخفاض احتمالية إصابة الأطفال بالحساسية، مقارنة بالأطفال في البيئات الحضرية أو الخالية من الحيوانات الأليفة.
تجنب مسببات العدوى
وتؤكد “فرضية الأصدقاء القدامى” على أهمية التعرض للميكروبات المتعايشة في وقت مبكر من الحياة، بدلاً من مسببات الأمراض المعدية.
وتدعم هذه الفكرة الأبحاث، حيث تشير العديد من الدراسات في أوروبا إلى أن التعرض المبكر للجراثيم لا يحمي من تطور الحساسية. ومن الانتقادات الأخرى لفرضية النظافة أنها تقلل من أهمية النظافة الجيدة في الوقاية من الأمراض، وتدفع بفكرة أننا أصبحنا “نظيفين للغاية”، كما زعم روك وزملاؤه في مراجعة علمية عام 2016
المضادات الحيوية والولادة القيصرية
من ناحية أخرى، يمكن أن تساعد فرضية “الأصدقاء القدامى” في تفسير سبب ارتباط الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة، والذي يمكن أن يقضي على الكثير من ميكروبيوم الأمعاء، والولادات القيصرية، التي لا تعرض الأطفال حديثي الولادة للبكتيريا المهبلية، بزيادة خطر الإصابة بالحساسية.
بكتيريا من التراب
بحثت تجربة في فنلندا ما إذا كان من الممكن تعزيز أجهزة المناعة لدى أطفال المدن بالعشب والتربة المأخوذة من أرض الغابة. واكتشفوا أنه في غضون شهر، كان لدى الأطفال الذين لعبوا في التراب مجموعة أكثر تنوعًا من البكتيريا غير الضارة على جلدهم وخلايا تنظيم المناعة وجزيئات الإشارة في دمائهم أكثر من أولئك الذين لعبوا في ملاعب الحصى.
وتشير النتائج إلى أن التعرض للبكتيريا داخل التراب يمكن أن يساعد الجهاز المناعي على النضوج، مما يقلل نظريًا من فرص فرط نشاطه.
الحيوانات الأليفة
على نحو مماثل، كشفت نتائج دراسة سويدية، نُشرت في عام 2024، أن الأطفال الذين نشأوا في مزارع الألبان أو لديهم حيوانات أليفة لديهم معدلات أقل من الحساسية من باقي الأطفال. كما كان لديهم المزيد من البكتيريا غير الضارة في أمعائهم، لذلك خلص الباحثون إلى أن الظاهرتين قد تكونان مرتبطتين.
الجينات الوراثية
وفي الوقت نفسه، قال دكتور روبرت وود، أستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إنه في حين أن الميكروبيوم مهم، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على خطر إصابة شخص ما بالحساسية، بما يشمل الجينات، مضيفًا أنه كرسالة عامة، يجب تشجيع الأطفال على الخروج واللعب في التراب.
وسائل وقاية
وأوضح دكتور وود أنه لا يمكن دائمًا ترجمة فهم العلماء الحالي لعوامل الخطر للحالات المناعية إلى نصائح عملية، شارحًا أنه، على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما كلب، فربما تكون فرصته في الإصابة بالحساسية أقل إلى حد ما من شخص آخر ليس لديه حيوان أليف – ولكن لا يمكن إخبار الأخير بالحصول على كلب كوسيلة مضمونة لمنع الحساسية.
المناطق شديدة التلوث
وأشار دكتور وود إلى أن الأوساخ في المناطق شديدة التلوث يمكن أن تكون أيضًا غير صحية للأطفال، حيث يمكن أن تحتوي على ملوثات ضارة. من الواضح أنه لن يرغب أحد في أن يتعرض طفله لأتربة أو أوساخ تحتوي على مواد كيمياوية ضارة، مثل الرصاص، فضلاً عن الطفيليات، لذا يجب توخي الحذر لمنع الأطفال من استنشاقها أو تناولها.